أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أن «وحدة الفلسطينيين تبقى الأساس»، داعياً إلى «تحقيق الإجماع حول فلسطين إذ إن إطفاء النيران المشتعلة في الشرق يبدأ منها وينتهي بها». وتوجه إلى الإدارة الأميركية بالقول إن «مجرد التلاعب بالألفاظ والإشارة إلى نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس أمر يشجع إسرائيل على اتخاذ المزيد من القرارات الاستباقية لنسف السلام وإشعال الشرق الأوسط»، داعياً إلى «استعداد عربي وإسلامي لمثل تلك الخطوة إذا وقعت رسمياً، برد يتمثل بإغلاق السفارات في واشنطن، إذ إن سفاراتنا أساساً لا تفعل شيئاً سوى تلقى الإملاءات التي تناسب السياسات والمصالح الأميركية». وكان بري يتحدث في افتتاح أعمال المؤتمر السادس لدعم الشعب الفلسطيني أمس، في طهران، في حضور عدد من رؤساء المجالس والبرلمانات وقادة الفصائل الفلسطينية وممثليها ووفود حزبية. وقال إن «انعقاد المؤتمر يشكل إعلان قيامة من أجل فلسطين بمواجهة حرب التطهير العرقي الإسرائيلية الثانية لفلسطين من شعبها وجعلها أرضاً بلا شعب لمستوطنين بلا أرض»، شاكراً إيران باسم الاتحاد البرلماني العربي على «انحيازها المتواصل إلى الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أمانيه الوطنية، إضافة إلى دعم لبنان ومقاومته لتحرير أجزاء غالية من أرضه واستمرار تعاضد المثلث الذهبي المتمثل بالجيش والشعب والمقاومة حتى استكمال تحرير أرضنا وإجبار إسرائيل على تنفيذ كامل القرار 1701 وجعل مقاومتنا أنموذجاً لكسر حال الخوف والهلع من إسرائيل وهزيمة جيشها». ولفت بري إلى أن «القرارات الاستيطانية المتصاعدة التي أقرت خلالها حكومة العدو بناء آلاف الوحدات الاستيطانية خلال الشهر الأول من العام الجديد هي تعبير عن أعلى درجات إرهاب الدولة والاستخفاف بالرأي العام الدولي ومنظمات الأممالمتحدة، خصوصاً مجلس الأمن وقراره 2334»، معتبراً «نشر الاستيطان على هذا المدى المفتوح إعلان حرب ومحاولة متجددة لترسيخ يهودية كيان العدو». وقال: «ما يجري حرب بجميع الوسائل لإحراج الفلسطينيين وإخراجهم أو قتلهم، عبر وضعهم أمام الانتحار، الفرار أو الاستسلام، وبالتالي ترسيخ يهودية الكيان وعاصمته القدس. ولحسم خياراتنا يجب أن نقتنع بأن أحداً في إسرائيل لا يريد حلاً سياسياً يفضي إلى الأمن على أساس الدولتين». وقال بري: «آن الأوان لنبعث الروح في قراراتنا وتوصياتنا لنوقف المجاملات وعمليات حرق الوقت من دون طائل، إذ إن أولى التوصيات والقرارات التي ندعو إلى تحقيقها هي الوحدة الوطنية الفلسطينية وكل ما عدا ذلك لن يكون ذا قيمة من دون الوحدة التي تتطلب تنازلات من جميع الفصائل»، مشيداً بتعبيرات الوحدة التي تجلت في اجتماع بيروت الذي عقدته اللجنة التحضيرية لاجتماع المجلس الوطني الفلسطيني والذي كان نقطة بارزة أسست لالتزام الدعوة إلى عقد المجلس الذي يضم القوى الفلسطينية. ونوه ب «الجهود الروسية التي جمعت الفصائل الفلسطينية»، ومثمناً ومقدراً «الجهود المصرية المبذولة والملاحظة لتوحيد الصف الفلسطيني»، وكذلك نوه ب «الجزائر التي لم توقف مساعيها لإعادة تشكيل الموقف الفلسطيني الموحد». ودعا بري إلى «إعادة بناء الثقة في علاقات الجوار الإسلامية – العربية وتأكيد إفشال مخططات الفتنة العرقية والمذهبية ودعم التوجهات لتوقيع حلول سياسية لمشكلات المنطقة ووقف عملية انتحار النظامين العربي والإسلامي وتوحيد الطاقات والإمكانات خلف الشعب الفلسطيني». وثمن «الدور الذي تقوم به إيران من أجل فلسطين وشعبها وهو الأمر الذي كلفها ويكلفها الأثمان العالية في سبيل نصرة شعب فلسطين المظلوم وردّ الظلم. ويبقى في النتيجة الاتكال على ضمير الفلسطينيين وصدقهم في السعي لإنجاز وحدتهم وفي تأكيد انتمائهم إلى مشروع فلسطين. وأقول إن فلسطين توحد والابتعاد عنها يفرق».