مع انتشار مقاطع الفيديو التي يبثها خبراء التغذية والرياضيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بات اهتمام العديد من الاشخاص ينصب على أهمية اتباع نظام صحي متوازن، حتى أن أجهزة الهواتف الذكية طرحت تطبيقات تحسب الخطوات اليومية والسعرات الحرارية. وراجت الأساور الرياضية وأجهزة أخرى كثيرة تحسب السعرات الحرارية ونبضات القلب واخرى كتلك التي توضع في الأحزمة أو الأحذية. لكن هل هي مجدية؟ وما مدى ضرورة المشي 10 آلاف خطوة يومياً كما هو شائع؟ يقول الطبيب من جامعة جونز هوبكينز الأميركية، غريغ هاغر، إن عدد قليلاً من التطبيقات التي يصل عددها إلى 165 ألف، يعتمد على أسس علمية، ما يشكل خطراً على الصحة العامة، خصوصاً أنها حُملت أكثر من بليون مرة وفق ما نشرت صحيفة "ميترو" البريطانية. وتكمن خطورة هذه التطبيقات، بأنها معتمدة على دراسة يابانية قديمة تعود ستينات القرن الماضي، تفيد بأن المشي بمعدل 10 آلاف خطوة يومياً، يحرق ثلاثة آلاف سعرة حرارية اسبوعياً (ما يعادل 400 سعرة حرارية يومياً)، وهو ما ليس مناسب لكل الناس. وعلى رغم أن بعض الدراسات تنصح الأصحاء ممن لا يعانون زيادة في الوزن للحفاظ على صحتهم بالمشي ثماني كيلومترات يومياً (ما يعادل 10 آلاف خطوة)، إلا أن نسبة كبيرة من هذه التطبيقات والأجهزة تفقتد لمعايير قياس ثابتة لأسباب فنية مثل اختلاف التقينة التي تعمل بها أو لرداءة جودتها. ووفق صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن دراسة أجرتها جامعة بيتسبرغ الأميركية أفادت أن الاشخاص الذين استخدموا هذه الوسائل فقدوا وزناً أقل من هؤلاء الذين اتبعوا الطرق التقليدية في المشي. وقال أستاذ العلاج النفسي الدكتور ستيف فلات: "مازال مجال التطبيقات الصحية والأجهزة الذكية في بدايته"، مضيفاً: "هذه التطبيقات نظرياً مفيدة جداً على المستوى البدني والنفسي ولكن مرحلتي التصميم والاختبار اختصروا في سبيل تحقيق أرباح أكثر." ويتلخص رأي منظمة "مايو كلينك" الطبية بأن المشي مفيد وفق غاية كل فرد، فمن يعاني من السمنة، عليه تحديد عدد الكيلوغرامات التي يريد أن يخسرها، في المتوسط المشي 10 آلاف خطوة يومياً يحرق ما بين 2000-3500 سعرة حرارية أسبوعياً، ما يعني فقدان ما يصل إلى نصف كيلو أسبوعياً، وهذا يعتمد على الوزن وكثافة السمنة، واتباع نظام غذائي متوازن. وكانت جامعة كاليفورنيا أشارت في دراسة سابقة إلى أن المشي يومياً لمدة 30 دقيقة يسهم بشكل فعال في تعديل المزاج وخفض ضغط الدم وتحسين النوم وتخفيف الاكتئاب، بينما لفتت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن نصف ساعة من المشي كافية لتقليل احتمال الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 20 في المئة. وأفادت دراسات أخرى أجريت على نساء بدينات أن المشي 10 آلاف خطوة ساهم في تحسين مستوى الجلوكوز لديهن. وأفادت الباحثة في المشي الدكتورة تيودور لوك أنه يمكن الاكتفاء بثمانية آلاف خطوة يومياً إذا كان المشي سريع، لكن لا يوجد دليل على ضرر المشي أكثر إذا كان المرء يستطيع. وتتفق لوك مع توصية منظمة "مايو كلينك" التي تفيد بأن "التدرج في المشي خيار ممتاز لمن لم يعتد على المشي". إذن امشِ ومارس الرياضة واتبع نظام غذائي متوازن، بعد استشارة طبيبك، ولا تعتمد على التطبيقات الصحية والأجهزة.