باريس، بروكسيل، سيدني، انقرة - أ ف ب، رويترز - اعلن مستشار الامن القومي الاميركي جيمس جونز أمس، ان بلاده ستطلب من اوروبا خلال المؤتمر الخاص بافغانستان الذي سيعقد في لاهاي نهاية الشهر الجاري وقمة الحلف الاطلسي (ناتو) في ستراسبورغ (فرنسا) مطلع نيسان (ابريل) المقبل، زيادة مساعدتها المدنية لافغانستان. وقال لقناة «اي تيلي» الفرنسية: «سنطلب من اصدقائنا التفكير في اعادة الاعمار المدني لأن أي جهد مشترك لم يواكبه حتى الآن»، مضيفاً: «نعمل مع فرنسا والمانيا ودول اخرى على تحديث جهودنا في اعادة الإعمار المدني والنظام القضائي ومكافحة المخدرات والجريمة والفساد». واشار الى ان التغيير الاستراتيجي الكبير يتمثل في دعم الجانب المدني. و»سنستطيع عبر العمل معاً تنفيذ الكثير»، علماً ان الولاياتالمتحدة ستحدد قريباً «استراتيجيتها الجديدة» في افغانستان. واتفقت ست دول اعضاء في الاتحاد الاوروبي، هي: فرنسا وايطاليا وهولندا والبرتغال ورومانيا واسبانيا، على السماح لقوة الدرك الاوروبية بدعم رجال الشرطة الأفغانية. واشارت مصادر الى ان المفوضية الاوروبية ابدت استعدادها لإرسال بعثة مراقبين الى افغانستان للاشراف على الانتخابات الرئاسية التي ستُجرى في آب (اغسطس) المقبل، وان يتراوح مستوى تمويلها بين 50 و60 مليون يورو. وكان ديبلوماسي اوروبي رفض كشف اسمه اعلن ان الاستراتيجية الاميركية الجديدة الخاصة بافغانستان، والتي قدمت الاثنين الى الاتحاد الاوروبي طلبت من الاوروبيين زيادة مساعداتهم المالية الى باكستان التي تشهد تصاعداً للحركات الاسلامية المتطرفة. واوضح ان الموفد الاميركي لافغانستانوباكستان ريتشارد هولبروك طلب من المفوضية الاوروبية زيادة مساعدتها الاقتصادية الى باكستان التي تبلغ نحو 50 مليون يورو سنوياً حالياً. واعلن الديبلوماسي ان هولبروك شدد خلال لقائه ممثلين عن دول الاتحاد الاوروبي ال27 على «البعد الاقليمي» للنزاع الافغاني خصوصاً في باكستان، «حيث الوضع هناك اكثر حساسية من افغانستان». وأكد وجود تطابق في وجهات النظر بين الطرفين. وقال ديبلوماسي اوروبي آخر: «لا بد من تسوية مسألتي افغانستانوباكستان في وقت واحد، لأن الوضع في البلدين شديد الترابط». الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية اليابانية ان طوكيو ستنظم بالتعاون مع البنك الدولي مؤتمراً دولياً للمانحين في 17 نيسان (ابريل) لمساعدة باكستان في ارساء الاستقرار ومكافحة الارهاب. وسيشارك الرئيس زرداري والمبعوث الاميركي الى باكستانوافغانستان ريتشارد هولبروك في المؤتمر اضافة الى ممثلين لنحو عشرين دولة اخرى. وسيسبق هذا المؤتمر لقاء لدول مجموعة «اصدقاء باكستان» يجمع ابرز الممولين والحلفاء لاسلام اباد، وهم الى جانب اليابانوالولاياتالمتحدة، بريطانيا وفرنسا والمانيا وروسيا والامارات وتركيا واستراليا وكندا والصين، اضافة الى الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي. وكان صندوق النقد الدولي وافق العام الماضي على منح باكستان اعتماداً بقيمة 7.6 بليون دولار لباكستان، لكن حكومة زرداري اعتبرت المساعدة غير كافية لضمان استقرار البلاد. ويشكل تعزيز المساعدات الممنوحة الى باكستان جزءاً من الاستراتيجية الاميركية الجديدة التي سيكشفها الرئيس الاميركي باراك اوباما قريباً لمكافحة تمرد حركة «طالبان» في افغانستان. على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي ان نسبة 65 من المئة من الاستراليين يعارضون ارسال قوات اضافية الى افغانستان، حتى لو طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما ذلك من بلادهم. ونشرت صحيفة «ذي استراليان» الاستطلاع عشية لقاء رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود الرئيس اوباما في واشنطن، والذي ركز على افغانستان والازمة الاقتصادية العالمية. وقتل جنديان استراليان في ولاية اروزجان جنوبافغانستان الاسبوع الماضي، ما رفع الى 10 عدد العسكريين الاستراليين الذين قتلوا في افغانستان منذ عام 2002 بينهم تسعة خلال سنتين. وفي انقرة، اعلن مصدر ديبلوماسي تركي ان تركيا ستستضيف في الاول من نيسان قمة جديدة تجمع الرئيس الافغاني حميد كارزاي ونظيره الباكستاني آصف علي زرداري، وستبحث «قضايا مكافحة الارهاب» في حضور قادة اركان جيوش الدول الثلاث ومسؤولي استخبارات. ويعتبر هذا اللقاء الثالث بين تركيا وباكستانوافغانستان منذ عام 2007، علماً ان القمة الاخيرة عقدت في اسطنبول في الخامس من كانون الاول (ديسمبر) الماضي. وسيناقش الرئيس التركي عبد الله غل ايضاً العلاقات الثنائية مع الرئيسين الافغاني والباكستاني، في وقت تسعى تركيا، المقربة تقليديا من كابول واسلام اباد والعضو في الحلف الاطلسي (ناتو)، الى فرض نفسها كوسيط بين الدولتين الجارتين اللتين تبادلتا في الماضي الاتهامات بعدم بذل الطرف الآخر جهود كافية لتحجيم نشاطات الاسلاميين.