أكدت الفنانة الشابة فاطمة النمر أنها عندما ترسم تركز على الجسد الإنساني، وتقول إن الإنسان يحضر في عملها «بخفاء وشتات، فعندما أرسم عملي أركز على الجسد الإنساني بكل تجلياته وحالاته، كعنصر رئيسي في هذه الحياة، معتمداً على التقنيات الحديثة المتسارعة التي ألغت وجوده وكينونته حتى أصبح الاستغناء عنه (الإنسان) ضرورة مادية، حلت محله الآلة من دون وضع الاعتبار للروح الإنسانية، التي رسمت ملامح هذه التغيرات». وأشادت النمر، التي حازت المركز الأول في مسابقة الفن السعودي المعاصر، بمستوى المسابقة، معتبرة أنها «من أقوى المسابقات وأكبرها على مستوى المملكة، وأن المشاركين فيها من أكبر وأقوى أسماء الفنانين التشكيليين في المملكة». وحققت النمر مع الفنان عبدالرحمن خضر المركزين الأولين في معرض «الفن السعودي المعاصر 21»، إثر منافسة محتدمة مع مجموعة كبيرة من الفنانين البارزين على الساحة التشكيلية السعودية. وشهد المعرض الذي يعتبر من أهم المعارض التشكيلية في المملكة، مشاركة كبيرة من فناني المملكة. ورشحت لجنة التحكيم في المعرض، التي تضم في عضويتها أبرز الفنانين التشكيليين وأستاذة الجامعات، الأعمال الفائزة بجوائز الاقتناء، إذ فاز خضر عن لوحته «تكوين1». فيما فازت النمر عن لوحتها «حالة م»، ونال كل منهما 10 آلاف ريال. وشهد المعرض مشاركة 183 فناناً وفنانة، بنحو 662 عملاً تشكيلياً، إذ تم قبول 177 عملاً للعرض، ل79 فناناً وفنانة. واختارت لجنة التحكيم عدداً من الأعمال الفائزة بجوائز الاقتناء، بناءً على المعايير الفنية التي تضمنت «القيم الفنية والجمالية للعمل الفني، والأسلوب الأدائي المميز للفنان، والفكرة والأصالة والتقنية، والمعاصرة». ويُعد هذا الاجتماع هو المرحلة الثانية من أعمال اللجنة، إذ كانت الأولى هي مرحلة الفرز والقبول للعرض. كما رشحت اللجنة جائزتي الاقتناء، وقيمة كل منهما ثمانية آلاف ريال، لفهد خليف عن لوحته «تكوين». وإبراهيم الخبراني، عن «رأي 2». إضافة إلى جائزتي اقتناء قيمة كل منهما سبعة آلاف ريال لزمان محمد جاسم، عن «انعكاس 1». وعبدالرحمن المغربي، عن «ذاكرة 2». كما رشحت 20 جائزة اقتناء قيمة كل منها خمسة آلاف ريال، لمحمد حيدر، عن «ترانيم 5»، ويوسف إبراهيم، عن «حروفيات3»، وسامي الحسين عن «حوار». وحسين المصوف عن «أطياف من الماضي»، ومنير الحجي عن «نقوش شعبية 6 قطع»، وسامي البار عن «تكوين 3 قطع»، ومحمد الرباط عن «حرف ولون»، وأمل الخميسي عن «غزة». وعلي الصفار عن «تداعيات 2»، وسعد الملحم عن «شتات»، وصديق واصل عن «الكتاب»، ومسعودة قربان عن «البوابة»، ومحمد الغامدي عن «حروفيات 2»، وعواطف المالكي، عن «فروسية»، وعلى مرزوق عن «مطلوب»، وحيدر الزيد عن «آيات»، وسعيد الوايل عن «أنا وفرسي»، ومشاعل كليب عن «حال 1»، وفهد النعيمة عن «تجريد»، ومها الربيعاني عن «الفصول الأربعة»، فيما سيتم تكريم الفنان التشكيلي أحمد فلمبان ك «رمز تشكيلي سعودي»، نظير عطائه الذي امتد لسنوات طويلة، كأول بادرة في هذا المحفل. وقالت النمر، ل «الحياة»، إنها «تفاجأت بتحقيقها المركز الأول في هذا المعرض»، مشيرة إلى أن فوزها بهذه الجائزة يعتبر «نقطة تحول تاريخية في حياتي الفنية، وسيمنحني المزيد من الطموح لتحقيق الأفضل، إذ توقعت أن أفوز. ولكن لم أتوقع أن أحقق مركزاً متقدماً في ظل وجود نخبة من أقوى الفنانين التشكيليين السعوديين». وأبانت أن عملها الفائز «يمثل حال الإنسان المعاصر، كمناخ متقلب ناتج من تغيرات متسارعة، يمحو ماضيه القصير حاضر اللحظة، وملامح مجهولة لمستقبل آني لا يمكن تحدد نتاجه. وعلى رغم قناعاتنا؛ إلا أن هذه القناعات تعتبر فردية ولحظية، تتغير بتغير الزمان والمكان».