لقد كسب «النتن ياهوه» في هذه المرة أيضاً، ولكن ليس مثل كل مرة. وذلك لأن الأميركي ربما تعب من الحصول على الأموال ثم منحها له! لقد عاد «النتن ياهوه» رئيس وزراء الإسرائيليين الذين يعيشون في فلسطينالمحتلة يحمل بعض المكاسب والكثير من الهموم بدلاً من الوعود والأموال التي اعتاد هو وزملاؤه على العودة بها من أميركا، لأن هناك الكثير من المتغيرات التي حدثت والتي تحث أميركا على أن تنظر إليها، لأن فيها مساساً بمستقبل أجيالها وعلاقة هذه الأجيال بدول العالم التي باتت تنظر إلى الولاياتالمتحدة الاميركية على أنها عبء على مستقبل أجيالها. لقد تعب العالم وتعبت أميركا من طمع الصهاينة وعدوانيتهم «النتنة» التي عمل الإعلام المبرمج كل ما بوسعه لقلب حقائقها وإظهار وجه آخر لا يمت للواقع بصلة. لقد ذهب «النتن ياهوه» يحمل حقائب ملِئت كذباً وصلفاً لا يطيقه العالم، والذي تحمله الأميركي طويلاً وما زال يتحمله على رغم دهشة واستغراب العالم، ليقول لهم إنه يريد المزيد من المساعدات والمزيد من الدعم ويريد أن تحدد أميركا وقتاً نهائياً لمحادثاتها مع إيران بشأن مشروعها النووي، كل هذا يريده «النتن» من الولاياتالمتحدة التي لم يشأ منها أن تفتح معه مواضيع أخرى قد تسبب له الإزعاج! ولكن بعيداً من الإزعاج سمع أن مستضيفيه يريدون ان يتوقف هذا العداء لشعبهم، إذ يرون الآن كيف تدهورت سمعة أميركا إلى الحضيض في العهد الذي انزاح عن كاهلهم وهم يريدون استعادة صدقية بلدهم التي مرغت بالتراب. وما أسهل الانجذاب نحو الحقيقة لو أرادت أميركا، فالحقيقة منتصبة كعروسة في ثوبها الأبيض، ولكن نتنياهو وجماعته ومناصريه في الولاياتالمتحدة لا يحبون ولا يتعايشون إلا مع الأشياء شديدة الالتواء. إنه يعود إلى فلسطينالمحتلة يحمل في حقيبته بعض المكاسب، ولكنه يحرص دائماً على أن ينشر الزجاج المكسور في طريق من يأتي بعده للحديث مع ساكني البيت الأبيض من غير جلدته، إنها كما يقول شروط السلام الذي يريدون! وأي سلام يعرفه ذلك الزائر؟ يقال انه عاد ليخبر زملاءه عن قلقه العميق، لأنه أُخبر بأن هناك مبادرة ستطرح بواسطة الرئيس الأميركي باراك أوباما وهو يرى أن هذه المبادرة للمرة الأولى ستطرح من دون التشاور مع حكومته وهذا هو سبب القلق العميق! أنه يقلق من هذه المبادرة ويقلق من الأسلحة الإيرانية ويقلق من زيارة باراك أوباما لمصر! هو الآن يتحدث كثيراً عن خطر ما ستنتجه إيران مستقبلاً عليه وعلى العرب! يقلق على العرب! وينسى خطر أسلحته الجاهزة والمتحفزة على العالم العربي واقعاً. ينسى كل ذلك وفي الحقيقة يتناسى ويظن أننا ننسى، ولكننا لا ننسى ولا نكذّب قلوبنا وعقولنا، فما من أمة تريد الحفاظ على مصالحها تستطيع العيش من دون أن تملك وسائل الدفاع عن نفسها، في عالم يموج بالخوف، إنها معادلة يعرفها الطفل في مدرسته الابتدائية. يقول «نتن ياهو» يجب توجيه كل القوى لوقف إيران عن إنتاج الأسلحة وإنه قلق جداً بخاصة بعدما أطلقت إيران صاروخها الجديد «سجيل 2»! ونقول: نحن أيضاً نقلق بل يجب أن نقلق أكثر منها ومنه، لأننا لم ننافسه ولم ننافس إيران في إنتاج الأسلحة، نحن نقلق كثيراً من رؤية إسرائيل تطلق «حيتس3» بعد أن ملأت ترسانتها بالسلاح النووي، ونقلق أيضاً ونحن نرى إيران تسارع إلى بناء قوتها النووية، فيما شعبنا حريص على السلام! ويا سلاح كن رفيقي للسلام، ويا سلام كن رفيقي باحترام. [email protected]