أطلقت شركة «أبوظبي للموانئ» أمس «منطقة خليفة الصناعية» كواحد من أكبر المشاريع المتكاملة في المنطقة والعالم، على مساحة تبلغ 417 كيلومتراً مربعاً في موقع إستراتيجي بين إمارتي أبوظبي ودبي. وأعلن رئيس مجلس ادارة الشركة أحمد الجابر في مؤتمر صحافي في أبو ظبي أمس، أن «العمل في المرحلة الأولى من المشروع أُنجز بنسبة 52 في المئة على مساحة 51 كيلومتراً مربعاً وباستثمارات تبلغ 26.5 بليون درهم (7.2 بليون دولار)، وكذلك انجز 63 في المئة من الأعمال في ميناء خليفة». وقال إن «المراحل الأخرى ستطلق وفق جدول زمني يحدد في شكل مرحلي وبما يتناسب مع التوسعات المطلوبة في كل مرحلة». وأضاف: «سيكون متاحاً للمرة الأولى في دولة الإمارات، أمام المستثمرين الأجانب تملُّك الأراضي في منطقة خليفة الصناعية بنسبة 100 في المئة أو استئجارها لمدة 50 سنة قابلة للتجديد»، مؤكداً أن «المشروع سيسهم في تحقيق رؤية أبو ظبي 2030 بزيادة نسبة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي من 15 في المئة حالياً، إلى 60 في المئة عام 2030». واوضح أن «المستثمرين سيستفيدون من مزايا عدة في هذه المنطقة، بفضل قربها من «ميناء خليفة» أحد أهم الموانئ العالمية، ووجود بنية تحتية متطورة، وسهولة النقل بحراً وبراً وجواً، وكذلك شبكات الطرق والقطارات لتمكين المؤسسات والشركات من الوصول إليها والخروج منها بسهولة». وقال الرئيس التنفيذي ل «أبوظبي للموانئ» توني دوغلاس: « يشكل تدشين المشروع عهداً جديداً للشركة، وهو يكتسب أهمية كبيرة جداً بالنسبة الى إمارة أبو ظبي والمنطقة ككل، لأنه يسهم في تعزيز فرص الأعمال الاقتصادية للأجيال المقبلة». وأضاف: «انها خطوة مهمة لتحقيق التنوع الاقتصادي الذي يتضمن تسجيل نمو مستدام وتقليل الاعتماد على النفط من جانب آخر». وأكد أن «أحد أهداف «منطقة خليفة الصناعية» يتمثل بتوفير عدد من الفرص الكفيلة بتوظيف المهارات المحلية والأجنبية وتعزيزها وتطويرها، لإرساء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة». ورأى نائب الرئيس التنفيذي للمناطق الصناعية في «أبوظبي للموانئ» خالد سالمين أن «المشروع يجسد مستقبل أبوظبي الرامي إلى تعزيز البنية التحتية وتحقيق التنوع الاقتصادي من خلال إقامة مناطق للصناعات الثقيلة». وقال: «ما نتطلع إلى تحقيقه يتمثل باستقطاب الشركات والمؤسسات إلى أبوظبي والاستفادة من المنافع المتاحة والتي تتمثل بسهولة الوصول إلى الأسواق والتكاليف التشغيلية المخفضة وإجراءات الأعمال الميسرة... هذا المشروع سيعمل على تحقيق الأهداف الطموحة والطويلة الأمد لرؤية أبوظبي الاقتصادية 2030». وأكد أن «هذه المنطقة ستكون مصدراً مهماً في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة للشركات والمؤسسات التي ستعمل على إرساء حضور لها في القطاعات الصناعية الثانوية والرئيسية». وتوقّع «تصدير ما بين 60 في المئة و80 في المئة من البضائع المصنعة في «منطقة خليفة الصناعية» الى دول مجاورة وآسيوية، ما سيضيف قيمة أخرى إلى الاقتصاد المحلي». وأكد أن «إستراتيجية منطقة خليفة الصناعية تتمثل في استقطاب الشركات العالمية وإرساء أفضل الممارسات العالمية في مجال الصناعة من خلال هذه المنطقة التي ستتيح للشركات المحلية والإقليمية والدولية منافع عدة تتمثل بكفاءة الأعمال وسهولة الوصول إلى مختلف الأسواق وبيئة التكاليف التشغيلية المخفضة والدعم المطلوب لتحقيق أفضلية تنافسية طويلة الأمد». وأمل بأن «تستقطب استثمارات ضخمة في قطاع صناعة الحديد والألمنيوم والبتروكيماويات والمواد الصيدلانية والمواد الغذائية، وأن تشكل تكاملاً بين الصناعات الخفيفة والمتوسطة والثقيلة للإفادة من الإمكانات المتاحة في كل من هذ المشاريع»، لافتاً الى أن «مشروع «ايمال» الأكبر من نوعه في العالم لإنتاج الألومنيوم، سيوفر الألومنيوم السائل للمصانع التي ترغب في استخدامه كلقيم في صناعاتها، ما يوفر كميات ضخمة من الطاقة تكفي لإنارة 160 ألف منزل والحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون».