طهران، واشنطن - اف ب، رويترز - استضافت طهران أمس، قمة ثلاثية ايرانية - افغانية - باكستانية ناقشت مسائل محاربة الإرهاب وتهريب المخدرات، والتعاون الإقليمي والاقتصادي بين الدول الثلاث، وإعادة إعمار أفغانستان. وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد: «تقيم دولنا الثلاث علاقات اخوية وتاريخية، لكن مشاكل اقتصادية او ثقافية ما زالت قائمة بينها. كما فرضت مشاكل اخرى علينا من الخارج»، مندداً بتدخل القوات الأجنبية في افغانستان الذي لم يمنع تنامي نفوذ المجموعات الأصولية في افغانستانوباكستان. وأضاف: «تعاني دولنا من تهريب المخدرات والاتجار بالبشر، وإذا لم نجد حلاً فلن يغفر لنا الجيل الصاعد». وفي بيان بعد اختتام المؤتمر قال نجاد ان الرؤساء الثلاثة وقعوا إعلانا «يتصف بأهمية فائقة» بزيادة التعاون في ما بينهم لكنه لم يقدم اي تفاصيل. وقال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري انهم «توصلوا الى اجماع موسع بشأن إعطاء شكل جديد لتعاوننا الثلاثي» بما في ذلك العمل من اجل تحرير التجارة. وتعقد الدول الثلاث اجتماعها القادم في اسلام اباد لكن لم يتم تحديد موعد الاجتماع. وذكرت «وكالة فارس» للانباء ان نجاد وزرداري وقعا اتفاقا اطاريا بشأن تصدير الغاز الايراني الى باكستان. وصرح الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بأن «المنطقة تعاني من التطرف والحرب والانقسامات بين الدول»، داعياً الى ضرورة «التعاون في شكل كامل، والتحرك استناداً الى مبدأ حسن الجوار». وحض زرداري نظيره الأفغاني على منع تسلل المتشددين من أفغانستان إلى إقليم وادي سوات القبلي شمال غربي باكستان الذي يشهد منذ اكثر من شهر معارك ضارية بين الجيش الباكستاني ومقاتلي «طالبان»، وهو ما يؤكده الأميركيون. وناقش نجاد مع زرداري الشكوك التي تبديها طهران بوجود قياديين وعناصر من جماعة «جند الله» السنية الإيرانية في باكستان، والتي تزعم انها قتلت خلال الأعوام الأخيرة أكثر من 400 من عناصر «الحرس الثوري» والجيش الإيرانيين، مستفيدة من انفلات الحدود الباكستانية - الإيرانية أو الأفغانية - الإيرانية للتسلل الى ايران. وتأتي القمة بعد اسابيع قليلة على عقد قمة أميركية - افغانية - باكستانية في واشنطن، حيث تعهد الرئيس الأميركي باراك اوباما دعم البلدين، وتلي اصدار واشنطنوطهران مجموعة من المواقف «المرنة»، في محاولة للتخفيف من حدة التوتر بينهما، وإنشاء علاقة عمل تنهي ثلاثة عقود من القطيعة منذ الثورة الإيرانية عام 1979. تحذير اميركي جديد من جهة ثانية، رأى رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الاميرال مايك مالن أمس ان ايران باتت اقرب الى امتلاك القدرة العسكرية النووية، محذراً من عواقب خطيرة غير محسوبة في حال تسديد ضربات عسكرية للتصدي لبرنامجها. وقال مالن «اعتقد ان النتائج غير المحسوبة لضربة تسدد لايران في الوقت الحاضر ستكون خطيرة الى درجة غير متصورة، وكذلك العواقب غير المحسوبة لامتلاكهم السلاح» النووي. واضاف في مقابلة مع شبكة «ايه بي سي» التلفزيونية «من هنا تاتي اهمية المقاربة القائمة على الحوار». وقال مالن ان الولاياتالمتحدة ستقوم بمساع حيال ايران مع ابقاء «جميع الخيارات على الطاولة». وتابع «هذا يترك هامشا ضيقا جدا لاجراء حوار ناجح وتحقيق نتائج جيدة، ما يعني بنظري عدم توصلهم الى امتلاك السلاح النووي». وشكك مالن في تأكيدات ايران بان برنامجها النووي مخصص لاهداف سلمية محضة، وقال «ما شاهدته في السنوات الاخيرة يشير بالتأكيد الى ان ايران في طريقها لتطوير اسلحة نووية». واضاف «يعتقد معظمنا ان الامر سيستغرق سنة الى ثلاث سنوات (حتى تحصل ايران على السلاح النووي)، بحسب الافتراضات حول المرحلة التي وصلوا اليها الان. لكنه من الواضح انهم يقتربون (من تحقيق ذلك) وسيواصلون جهودهم». وختم «ان كنتم تعتقدون مثلي ومثل نظيري الاسرائيلي بالتاكيد، ان هذه هي نيتهم الاستراتيجية، عندها يكون هذا أكبر مصدر للقلق».