طهران، فيينا – أ ب، رويترز – نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، اتهامات وجهها إليها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، بتسريب معلومات الى الولاياتالمتحدة عن البرنامج النووي لبلاده. ورفض الناطق باسم الوكالة غريغ ويب التعليق على كلام نجاد، لكنه قال في رسالة إلكترونية لوكالة «رويترز»: «تهتم الوكالة الذرية كثيراً بحماية سرية المعلومات التي تجمعها خلال كلّ نشاطاتها». وتحضّ الوكالة إيران على تطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار النووي، والذي يسمح بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة للمنشآت النووية. وأشار نجاد الى رفض بلاده طلب الوكالة، قائلاً: «القبول بالبروتوكول يعني وضع كل نشاطاتنا النووية السلمية تحت مراقبة الوكالة الذرية التي ستزوّد الولاياتالمتحدة بهذه المعلومات. لن نقبل بهذا البروتوكول». وكانت إيران وافقت عام 2004 على تطبيق البروتوكول الإضافي، لكنها تراجعت عن ذلك عام 2006، بعد إحالة ملفها النووي إلى مجلس الأمن. في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن «تباطؤ» مجموعة فيينا (الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا والوكالة الذرية) في إجراء مفاوضات تبادل الوقود النووي، «يثير تساؤلات لدى الرأي العام» الإيراني، معتبراً أن «مجموعة فيينا لا تملك رؤية موحدة إزاء إعلان طهران، وغير مستعدة للدخول في شكل جاد في تعاون في مجال الطاقة النووية السلمية». ويشير مهمان برست بذلك الى اتفاق تبادل الوقود النووي الذي أبرمته إيران وتركيا والبرازيل قبل شهور. وكرر إن «موضوع تبادل الوقود النووي، لن يُدرج مطلقاً على جدول أعمال المفاوضات مع الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). على صعيد آخر، ذكر التلفزيون الإيراني أن طهران سددت 14.7 بليون دولار في حسابات مصرفية لحوالى 20 مليون عائلة في البلاد، تعويضاً عن خطة اقترحتها الحكومة وأقرها مجلس الشورى (البرلمان) لرفع الدعم عن سلع أساسية، بما في ذلك الوقود ومواد غذائية. وأشار التلفزيون الى أن مبلغ 80 دولاراً وُضع في حساب كلّ عائلة، يغطي أول شهرين من الخطة، موضحاً أن سحب المبلغ غير ممكن قبل البدء بتنفيذ الخطة التي تثير معارضة واسعة، إذ يتوقّع خبراء أن تؤدي الى ارتفاع ضخم في الأسعار. في غضون ذلك، حض رجل الدين المتشدد أحمد جنتي على «التعاطي بجد مع قضية الفتنة»، في إشارة الى الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009. وقال في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران: «العدو وعناصر الفتنة لن يجلسوا مكتوفي الأيدي، بل هم نار تحت الرماد». وطالب ب «التصدي للمتورطين في فتنة العام الماضي، والذين لم يُعتقلوا حتى الآن»، مبدياً معارضته لمنح «بعض عناصر الفتنة إجازة من السجن»، قائلاً: «أثناء الإجازة، فرّوا الى الخارج حيث يواصلون التخطيط والتآمر ضد النظام الإيراني المقدس. أعارض منح إجازات من السجن لأفراد لم يندموا على أفعالهم». واعتبر جنتي أن زيارة مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي لمدينة قم «تُعدّ من النقاط البارزة في تاريخ الثورة الإسلامية، وكانت نتائجها وبركاتها تفوق حدّ التصور وسبباً في إجراء تحول كبير في الحوزات العلمية». وأكد أن زيارة خامنئي لقم «أحبطت مؤامرات الأعداء بأقل تكلفة»، إذ «أثبتت كذب مزاعمهم بوجود فتور وتباعد بين النظام ومراجع الدين» في المدينة، مشيداً بما «يتصفون به من حكمة ووعيٍ لمواجهة أعداء الإسلام والشعب الإيراني».