أعلن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الجمعة رسمياً في حضور رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، الكويتي الشيخ أحمد الفهد، ورئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ، افتتاح دورة الألعاب الآسيوية ال16. وناب جياباو عن رئيس الجمهورية هو جينتاو المشارك في قمة العشرين في سيول، في إفتتاح الالعاب وسط إجراءات أمنية مشددة نفذها 100 ألف ضابط وشرطي ومئات الآلاف من الحراس الأمنيين والمتطوعين واعداد مماثلة من كاميرات المراقبة. وبررت اللجنة المشرفة على أمن الألعاب في بيان إشراك هذا العدد الكبير من رجال الأمن أن "دورة غوانغجو تستقبل أكبر عدد من الرياضيين والرسميين والصحافيين في تاريخ الألعاب الآسيوية، ويشكل الموضوع الأمني تحدياً كبيراً بالنسبة الينا". وبدأت حفلة الافتتاح باطلاق الأضواء من طبقات برج كانتون (610 م) فكانت أشبه بالألعاب النارية، ثم رفع العلم الصيني وسكب صبي معلق في الهواء يمتطي ورقة خضراء جرة ماء فتفجرت المياه من الأرض وكانت العنصر الأساس في العرض. وتتالت العروض الفنية وشكلت مناظر طبيعية زاهية الألوان رافقتها لوحات خلفية مناسبة توجه بالكمبيوتر، وأبرزت معالم الصين وحضارتها (حديقة ورود من أقمشة حمراء) خصوصاً إقليم غانغدونغ وعاصمته غوانغجو، قديمه (لوحة الباخرة والبرج) وحديثه الذي تمثل في لوحة سباحات إرتدين ثياب التعويذة التي تتناسب مع السباحة الايقاعية وقدمن فقرة جميلة. وتتشكل تعويذة الألعاب من شمس حمراء ساطعة ترمز إلى رأس فتاة رياضية ترتدي ثوباً طويلاً وتتدرج ألوانها من البرتقالي إلى الأصفر ثم الأحمر القاني مع خطوط عمودية شفافة، تشكل الجسم البشري وتظهر بلون الخلفية التي تحيط بها. وكانت الاضاءة والأنوار لافتة في الحفلة حيث عمل على إنشائها وتشغيلها 580 فنياً استخدمواً 360 كلم من الكابلات الكهربائية، وطغت ألوان الملابس الزاهية على معظم اللوحات المنفذة على الأرض وفي المياه، والتي استغرقت أكثر من ساعة ليبدأ بعدها استعراض طابور ممثلي البلدان المشاركة في الدورة. وسار وفدا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية منفصلين في طابور العرض فكانت حالهما في غوانغجو كما في دورة بكين الأولمبية (2008)، بعد انه توحدا في أولمبيادي سيدني (2000) وأثينا (2004) وآسياد الدوحة 2006 تعبيرا عن المصالحة بين الدولتين. وتميز وفد الصين بألوان ملابسه التي تطابقت مع ألوان التعويذة (سترة صفراء وقميص أحمر غامق وسروال أبيض وربطة عنق بيضاء ضمت رسوماً بالالوان الأخرى إضافة إلى الأخضر والأزرق)، فيما استقبل وفد تايوان بتصفيق حار خلال مروره. وألقى الفهد كلمة بعد العرض الرسمي شكر فيها الصين حكومة ولجنة منظمة ولجنة أولمبية والسكان على الجهود التي بذلوها والعمل الذي أنجزوه من أجل استضافة الألعاب. وتمنى للرياضيين أن يستمتعوا وأن ينجحوا في المنافسات، داعياً رئيس الوزراء إلى اعلان الإفتتاح الرسمي للألعاب. وخرجت غوانغجو عن المألوف بعدم اعتماد الألعاب النارية فقرة ختامية للمهرجان، خصوصاً أن الصين غنية عن التعريف في مجال صناعة المفرقعات، واستبدلتها بحزمات ضوئية لا تلوّث البيئة. وعلى غرار ما قامت به بكين حين استضافت الألعاب الأولمبية قبل عامين، عمدت غوانغجو عاصمة إقليم غانغدونغ في جنوب البلاد إلى إنفاق بلايين الدولارات على مدى 6 سنوات من أجل بناء وتجديد 70 منشأة رياضية واقامة محطة جديدة للقطارات ومركز تجاري عملاق، وتطوير خطوط جديدة للمترو وإطلاق مشاريع كبيرة في مجال الأبنية السكنية والطرق السريعة والجسور.