بحثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك امس مخارج تتيح استئناف عملية السلام المتعثرة بسبب الاستيطان، في وقت اكد الاعلام الاسرائيلي ان نتانياهو يسعى خلال اللقاء الى تحصيل «اتفاق امني لعشر سنوات» مع الولاياتالمتحدة في مقابل تجميد جزئي ومحدود للاستيطان. وتعهدت كلينتون في بداية اجتماعها مع نتانياهو ايجاد طرق لدفع عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط، مضيفة ان نتانياهو والرئيس محمود عباس «ملتزمان جدا حل الدولتين، وسنجد طريقا للتقدم الى امام». وتابعت: «سنتحدث عن كل شيء، وسأحتفظ بالكلام الذي لم اقله بعد، للمحادثات التي سأجريها مع رئيس الوزراء». بدوره، اكد نتانياهو انه «جاد» في شأن تحقيق تقدم في محادثات السلام التي توقفت في ايلول (سبتمبر) بعد انتهاء فترة تجميد الاستيطان الذي اعلنته اسرائيل قبل عشرة اشهر من ذلك التاريخ. وقال: «سنتحدث عن كيفية استئناف ومواصلة هذه العملية للتوصل الى اتفاق تاريخي للسلام والامن بيننا وبين الفلسطينيين». واضاف: «كما نأمل في توسيع ذلك ليشمل العديد من الدول العربية الاخرى... ونحن جادون في هذا الشأن ونريد ان نتابعه». وفي اسرائيل، افادت تقارير صحافية ان نتانياهو يسعى الى التوصل الى «اتفاق امني لعشر سنوات» مع الولاياتالمتحدة، ويوفر ردا لمخاوف اسرائيل الامنية ويضمن تفوقها العسكري في مقابل الموافقة على تجميد جزئي ولفترة محدودة للاستيطان في الضفة الغربية تمهيدا لاستئناف المفاوضات من اجل التوصل الى اتفاق خلال عام. واوضحت ان نتانياهو يريد ان يشمل اي اتفاق مع الفلسطينيين جميع الدول العربية في آن، وان توضح واشنطن للسلطة الفلسطينية ان اي توجه فلسطيني احادي الى مجلس الامن للاعتراف بدولة فلسطين سيكون مصيره الفشل. وكانت الادارة الاميركية انتقدت خطط اسرائيل الاخيرة لبناء 1300 وحدة سكنية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة، فيما طلب عباس دعوة مجلس الامن الى مناقشة قضية الاستيطان. واعتبر الرئيس الفلسطيني في كلمة في الذكرى السنوية السادسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات امس، ان التأييد الاميركي لقيام دولة فلسطينية لم يتجاوز بعد مرحلة «الشعارات»، مضيفا ان الاراء في الولاياتالمتحدة واوروبا بدأت تتحول لصالح الفلسطينيين، وقال: «ما زالت في مرحلة الشعارات، اي مع الدولتين... وان اقامة دولة فلسطين مصلحة حيوية استراتيجية اميركية، وهم يعترفون ايضا انه اذا حلت المشكلة هنا تحل باقي المشاكل في العالم». لكنه عبر عن احباطه بسبب معارضة الولاياتالمتحدة فكرة نقل المساعي في شأن الدولة الى مجلس الامن. ووجه كلامه للاسرائيليين قائلا ان «قبول السلام اهم من الاستيطان»، مشددا تمسكه بالثوابت الوطنية الفلسطينية.