ربط عدد من الحضور في أمسية شعرية نظمها صالون الكاملي الثقافي في جازان أخيراً، بين ذكر الجن في قصائد هؤلاء وما أثير خلال الأيام الماضية، حول قضية الجنس وتلبسه بالإنس. وسألت «الحياة» الشعراء الثلاثة الذين أحيوا الأمسية عن دور الجن في الشعر بصورة عامة، وفي أشعارهم بصورة خاصة، فقال الشاعر حسن الصلهبي متعجباً: «لا أعتقد أنه تسكنني جنية وتوحي لي بالشعر، أو أن شيطاناً ذكراً كان أو أنثى له دور في خروج أشعاري». فيما أشار الشاعر إبراهيم صعابي إلى أن «شياطيننا نحن الشعراء هي المعاناة، أنا أكتب الشعر منذ خمسة وأربعين عاماً من دون عون جني. الشعر قراءة وعمق، قراءة جادة منذ الطفولة المبكرة وهو احتراق، ويمكن أن يتلبس الجان الشاعر الشعبي أما نحن فلا». في حين اكتفى الشاعر أيمن عبدالحق بالابتسام. وفي مداخلة من الدكتور عبدالرحيم الميرابي، الكاتب في صحيفة «الوطن»، ردد أبياتاً للشاعر عبدالحق تقول: الشعر يولد من رحم المعاناة، ثم سأل «فهل تعانون مما ذكرتم؟ ورد عليه الصلهبي قائلاً: نعم هو شيء من المعاناة. وأكد صعابي ذلك بقوله: الشعر معاناة قبل كتابته وأثناء كتابته وبعد كتابته». وأيد الشاعر أيمن عبدالحق أن الشعر لا يمكن أن يكون شعراً إلا إذا جاء نتيجة معاناة. واستفسر القاص أحمد إسماعيل زين: أيهما يكتب الآخر الشاعر أو القصيدة»؟ فرفض صعابي هذا التساؤل، مبيناً أنه هو الذي يكتب القصيدة ولا يمكن أن تكتبه مطلقاً. وفي الأمسية قرأ صعابي قصيدة عن الحج، قال فيها: «لبيك مكة والأشواق ملء فمي/ أصارع الوجد في صمتي وفي كلمي/ تنفس الصبح في عينيك وارتفعت/ نسائم الصبح في دنيا من القمم». فيما قرأ الشاعر حسن الصلهبي قصيدة عنوانها «أجنحة الحلم» وجاء فيها: «حبيبة هل نرتق الليل/ أم نستحم بضوء القمر/ يبيت يقطر نشوته/ في إناء سحباته الوله». وقرأ أيمن عبدالحق قصيدة «جنوب القلب»، في ذكرى مرور سنة على الاعتداء الحوثي والردع السعودي للحدود السعودية - اليمنية، قال فيها: «ناحت لجرح جنوبنا الأشجار/ وشكت لحزن ترابه الأمصار/ ما هانت الأطيار تنشر لحنها / بين الوهاد ولا اكتفى السمار».