الفاتيكان، باريس، واشنطن -أ ف ب - ندد البابا بنديكتوس السادس عشر أمس باستخدام العنف «باسم الله»، مؤكدا ان «الدين لا يمكن ان يبرر ابدا عدم التسامح او الحروب»، وذلك اثر الاعتداءات الدامية الاخيرة ضد مسيحيين في العراق، فيما رفضت فرنسا أن تكون تشجع مسيحيي العراق على الهجرة. وقال البابا في «ارشاد رسولي» يستخلص عبرا من السينودس:»على كل الاديان ان تحض على استخدام صائب للمنطق وتعزيز القيم الاخلاقية التي تبني أسس التعايش المدني». ودعا في الوقت ذاته المسؤولين السياسيين الى «ضمان كل حريات الفكر والديانة وحرية التعبير عن الايمان علنا». وقال: «انا اعبر عن امتنان كل الكنيسة للمسيحيين الذين لا يتراجعون امام العراقيل والاضطهادات بسبب الانجيل». واسفرت سلسلة من الاعتداءات الاربعاء ضد منازل ومتاجر يملكها مسيحيون في العراق عن مقتل ستة اشخاص واصابة 33 . واتت هذه الهجمات بعد عشرة ايام على اعتداء نفذه مسلحون من تنظيم «القاعدة» خلال اقامة قداس في كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد ما ادى الى مقتل 44 شخصا من المصلين واثنين من الكهنة. وكانت حرية الدين والمعتقد احد ابرز مواضيع المجمع الرسولي حول الشرق الاوسط الذي عقد في الفاتيكان في تشرين الاول (اكتوبر) لدعم المسيحيين المقيمين في هذه المنطقة التي تعتبر مهد ديانتهم والذين يواجهون اعمال عنف تحملهم على الهروب منها. وتراجع عدد المسحيين في بغداد من 450 الف شخص عام 2003 الى 150 الفا بسبب هجرة مكثفة الى دول مجاورة واوروبا واميركا الشمالية واستراليا. إلى ذلك، اكد وزير الهجرة الفرنسي اريك بيسون أمس ان الحكومة الفرنسية لا تعمل على تهجير مسيحيي الشرق والعراق، ردا على مخاوف اعرب عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. واوضح بيسون أن «الحكومة الفرنسية لا تسعى الى احضار جميع مسيحيي الشرق وجميع مسيحيي العراق»،وجاء كلامه اثناء زيارته اللاجئين العراقيين الذين وصلوا الى فرنسا الاثنين وتمت استضافتهم في مركز استقبال موقت في كريتاي (قرب باريس) تديره جمعية «فرانس تير دازيل» (فرنسا ارض اللجوء). وتابع بيسون ان «هدف فرنسا هو تشديد حماية مسيحيي العراق والشرق في بلادهم للمحافظة على مجتمعات حافظت على مدى قرون على تعددها الطائفي. ينبغي ان يبقى الشرق موطنا لطوائف متعددة»، مكررا ان جميع اللاجئين الذين وصلوا الاثنين سيحصلون على اللجوء السياسي ان طلبوه. ودعا المالكي الثلاثاء فرنسا من دون تسميتها الى عدم تسهيل هجرة المسيحيين، بعد نقل 35 جريحا عراقيا من بينهم 34 مسيحيا وحارس شخصي مسلم الى فرنسا. واصيب هؤلاء في هجوم استهدف كنيسة في بغداد وادى الى مقتل 46 شخصا. وقال المالكي ان «البلد الذي يستقبل ضحايا هذا الهجوم في الخارج اتخذ موقفا نبيلا، لكن ينبغي الا يشجع ذلك الهجرة»، وذلك في زيارة الى كاتدرائية سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد التي هاجمها مسلحو القاعدة في 31 تشرين الاول (اكتوبر) خلال القداس. وبعيد الهجوم طلب بيسون من اجهزته استقبال 150 شخصا اضافيا. ومن المفترض وصول مجموعة من 93 عراقيا قريبا. ونقل الجرحى ال35 الذين وصلوا الى فرنسا الاثنين الى مستشفيات باريس فيما امنت «فرانس تير دازيل» مساكن ل19 شخصا رافقوهم. في واشنطن، اعلن مسؤول في البيت الابيض الاربعاء ان الولاياتالمتحدة «تدين بشدة» سلسلة الاعتداءات التي استهدفت الطائفة المسيحية في بغداد هذا الاسبوع وسقط فيها قتلى. وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية مايك هامر في بيان ان «الولاياتالمتحدة تدين بشدة الاعتداءات الارهابية الاخيرة في العراق التي نفذتها القاعدة ضد مسيحيين في بغداد». واضاف «ندين ايضا بشدة الاعتداءات التي استهدفت مدنيين ابرياء في كل العراق وخصوصا الحجاج في مدينتي النجف وكربلاء» مع اعرابه عن «تعازيه الحارة» لعائلات الضحايا ولكل العراقيين ضحايا العنف