أثار البرلمان في مونتينيغرو اليوم (الأربعاء) غضب المعارضة الموالية لروسيا عبر رفعه الحصانة عن اثنين من قادتها، لكن القضاء استبعد اعتقالهما في إطار التحقيق في محاولة انقلابية فاشلة. وفي حين كان المدعي المكلف الملف حصل على الضوء الأخضر من النواب لاعتقال أندريا مانديتش (52 عاماً) وميلان كنيزيفيتش (36 عاماً) اتخذ أحد أكبر القضاة في البلاد المدعي العام إيفكا ستانكوفيتش موقفاً مغايراً، متذرعاً ب «إمكان كونهما بريئين». ولكن هذا القرار لا يضع حداً للتحقيق الذي يستهدف النائبين في الائتلاف المعارض في «الجبهة الديموقراطية»، بل يساهم في تبديد التوتر الذي كان يتصاعد في بودغوريتشا. ويشتبه القضاء في ضلوع النائبين في محاولة الانقلاب التي خطط لها معارضون لضم البلاد إلى «حلف شمال الأطلسي» وأفشلت قبل ساعات من الانتخابات التشريعية في 16 تشرين الأول (أكتوبر) 2016. وكان فاز في هذا الاقتراع حزب «الديموقراطيين الاشتراكيين» بزعامة ميلو ديوكانوفيتش الرجل القوي في البلاد منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. وقال مانديتش لأنصاره الذين تجمعوا أمام مبنى البرلمان «إنهم يكذبون ويلفقون ويدبرون خطة ضد الجبهة الديموقراطية». وقال كنيزيفيتش إن «الذين صوتوا لرفع الحصانة البرلمانية يجب أن يعلموا أنهم سيتعرضون لمضايقات من الشعب في الشارع وأنهم سيهانون». واستقبل نواب الحزب «الديموقراطي الاشتراكي» في أجواء متوترة من مئات المتظاهرين الذين رددوا «لصوص!». وقال سيبان، وهو عاطل من العمل في 34 من العمر: «هؤلاء الحكام استولوا على السلطة بالقوة التي سنستعيدها بالقوة». وقال أحد المسؤولين في «الجبهة الديموقراطية» يانكو فوتشينيتش متوجهاً إلى ميلو ديوكانوفيتش الذي يبقى في نظر المعارضة المسؤول الحقيقي عن البلاد حتى وإن تخلى في نهاية 2016 عن منصب رئيس الوزراء لمصلحة مساعده دوسكو ماركوفيتش: «كف عن اعتقال المواطنين، ستكون نهايتك كنيكولاي تشاوتشيسكو» الدكتاتور الروماني السابق. وبحسب قضاء مونتينيغرو، فإن المتورطين المفترضين الصرب والروس قد يكونون خططوا لإطاحة ميلو ديوكانوفيتش أو حتى قتله لأنه ينوي جعل بلاده تنضم إلى «حلف شمال الأطلسي». وأودع حوالى 15 صربياً السجن ويلاحق روسيان. ولم تتهم بودغوريتشا أبداً موسكو مباشرة بأنها وراء الانقلاب الفاشل المفترض، لكنها اتهمت «قوميين روساً». ويشتبه المدعي بأن الزعيمين «قبلا التحرك وفقاً لتعليمات منظمة إجرامية» و«تنظيم تظاهرات كانت ترمي إلى مهاجمة البرلمان» ليلة الانتخابات التشريعية. وشهدت بودغوريتشا تظاهرات تخللتها أعمال عنف في 2015 حول مسألة الانضمام إلى «الحلف الأطلسي» التي سببت انقسامات في هذا البلد الصغير الذي يعد 620 ألف نسمة معظمهم من الأرثوذكس. وأكد رئيس الوزراء الجديد دوسكو ماركوفيتش أنه ينوي المصادقة هذا العام على انضمام البلاد إلى الحلف. وتطالب المعارضة الموالية لروسيا باستفتاء، وهو ما يرفضه النظام. وانضمام مونتينيغرو إلى «الحلف الأطلسي» سيعزز السيطرة العسكرية للحلف في غرب البلقان وسيهيمن على كل السواحل. وترى موسكو في هذه الخطوة «استفزازاً» دانته منذ فترة.