واشنطن، شيكاغو، سيدني، سنغافورة - رويترز - أفادت «الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران» أمس بأن النيران التي اشتعلت من جراء تسرب للزيت هي السبب المرجح لعطل أصاب محركاً من إنتاج شركة «رولز رويس» في طائرة من طراز «آرباص أي 380» تابعة لشركة «كوانتاس» الأسترالية الأسبوع الماضي. وأمرت الوكالة بتفتيش صارم للطائرات العملاقة التي تستخدم محركات من إنتاج «رولز رويس». وأعلنت «كوانتاس» أمس أنها تتوقع أن يظل أسطولها من طائرات «أي 380» على الأرض لمدة 48 ساعة أخرى مع استمرار التحقيقات في حادث تعطل المحرك في الجو. وأكدت «شركة الخطوط الجوية السنغافورية» التي تملك طائرات «أي 380» بمحركات من إنتاج «رولز رويس»، أنها قد تحتاج إلى استبدال بعض طائراتها من طراز «أي 380» بطائرات أصغر لتنفيذ التعليمات الأوروبية بإجراء عمليات فحص أكثر صرامة. والطائرة «أي 380» هي أكبر طائرة للركاب في العالم، وأثارت مخاوف تتعلق بالسلامة بعد حادث المحرك الذي تعطل في الجو واضطرت طائرة «كوانتاس» إلى الهبوط اضطرارياً. وتحسب شركات الطيران الآن الأثر المالي المحتمل لوقف الطائرات وتغيير جداول الرحلات، بينما قال خبراء في الطيران إن التعليمات الأوروبية تنطوي على عملية تفتيش «كبيرة» على السلامة يُرجَّح أن تربك جداول الطيران. وانخفضت أسهم «رولز رويس» 10 في المئة منذ حادث «كوانتاس». وشددت «الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران» في أحدث تعليماتها حول صلاحية الطائرات، على موقعها على الإنترنت، على أن من واجب شركات الخطوط الجوية التي تستخدم محركات «ترنت 900» المشكو منها والتي تنتجها «رولز رويس»، إجراء عمليات «تفتيش متكررة». وأتت المشاكل المتعلقة بمحركات طائرات «أي 380» في وقت بدأت صناعة الطيران العالمية تتعافى من الأزمة الاقتصادية لعامي 2008 و2009 التي أضعفت الطلب على السفر ودفعت شركات الطيران إلى تقليص عملياتها ووقف طلبات شراء طائرات جديدة. كذلك أوقفت شركة «بوينغ» الرحلات التجريبية لطائرتها الجديدة «دريملاينر 787» بعد يوم من عطل كهربائي على متن إحدى هذه الطائرات الخاضعة للاختبار ما أجبرها على القيام بهبوط اضطراري في تكساس. لكن الشركة شددت على أن من المبكر جداً تحديد إن كان الحادث سيؤخر الجدول الزمني لتسليم الطائرات من هذا الطراز إلى مشتريها. وهبطت أسهم «بوينغ» 3.1 في المئة إلى 67.07 دولار في سوق نيويورك للأوراق المالية مع دراسة المستثمرين احتمال انتكاسة جديدة لبرنامج الطائرة «787» المتأخر نحو ثلاث سنوات عن موعده المقرر. ولفتت «بوينغ»، وهي ثاني أكبر صانع للطائرات التجارية في العالم بعد «آرباص»، إلى أنها لا تزال تحقق في أسباب الحريق. والحادث الذي وقع الثلثاء هو الأول من نوعه في برنامج «دريملاينر»، وأثار أسئلة جديدة للشركة والقائمين على إدارة الطيران في الولاياتالمتحدة الذين يجب أن يشهدوا على سلامة الطائرة قبل تسليمها الى الزبائن. وأفادت «بوينغ» ليل أول من أمس أن الطائرة فقدت الطاقة الكهربية الأولية بسبب عطل كهربائي تسبب في ظهور دخان في قمرة القيادة أثناء استعداد الطائرة للهبوط في لاريدو بولاية تكساس. وأضافت أن قائدي الطائرة لم يفقدا مطلقاً السيطرة عليها حتى هبوطها.