سلط الباحث قاسم الرويس الضوء على مذكرات ومسيرة فؤاد أمين حمزة، الذي توفي في بيروت بعد سنوات من العمل الدبلوماسي والبحث العلمي والأدبي، بدأها عام 1926، في بداية تأسيس السعودية. وذكر الرويس في محاضرة بعنوان: «فؤاد حمزة: آثاره وحياته»، قدمها السبت الماضي في مجلس حمد الجاسر الثقافي، أن فؤاد أمين حمزة «كان بجوار الملك المؤسس مستشاراً خاصاً، جامعاً بين العمل الدبلوماسي وبين الأدب الرفيع والثقافة الواسعة وامتلاك ناصية البيان، وقد ترك تراثاً خالداً من المؤلفات والمخطوطات، من النوادر والنفائس في مختلف العلوم والآداب. وأوضح المحاضر أن فؤاد حمزة نال ثقة الملك عبدالعزيز، ما جعله يتفانى في عمله وفي الولاء والإخلاص للملك، «يخلص في الرأي ويصدق القول ويحسن المشورة بما يتصف به من بعد نظره في الأمور، وعمق غوره، وخبرته المتنامية مع مرور الوقت، حتى أحبه الملك وقدره وقدر آراءه السديدة ومشوراته الحكيمة، فصار أحد ثقات الملك عبدالعزيز وخاصته، ويكفي أن يجعله الملك مبعوثه للأمم والدول، ممثلاً للمملكة العربية السعودية. ومن علائم ثقة الملك عبدالعزيز بفؤاد حمزة دون غيره من الكتاب، سماحه له بأن يروي على لسانه قصة استرداد الرياض، فكان الملك عبدالعزيز يملي عليه تفصيلات القصة بما فيها من مفاجآت وتغيرات واستراتيجيات، وكان فؤاد حمزة يدوّن، ثم سمح له بنشرها في كتابه «البلاد العربية السعودية»؛ لأنه يرى في فؤاد حمزة الرجل النقي السريرة، الأمين والدقيق في نقل الخبر والحدث، عشقاً للحقيقة ورغبة فيها». وأشار الرويس في محاضرته التي أدارها الدكتور عبدالعزيز الهلابي، إلى أن فؤاد حمزة أثرى المكتبة التاريخية الوطنية بثلاثة مؤلفات قيمة، «كانت من بواكير الرصد والتوثيق، وذات مرجعية أصيلة للتاريخ الوطني، إذ تحوي إحصاءات مبكرة عن الخدمات والسكان وتاريخ بعض مؤسسات السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، بما يشبه توثيق مكونات السياسة المحلية السعودية في ذلك الوقت». وأفاد المحاضر بأن دارة الملك عبدالعزيز تحتفظ ضمن موجودات الراحل فؤاد حمزة ب26 مخطوطة من النوادر والنفائس في مختلف العلوم والآداب، على رأسها العلوم الشرعية والتاريخ والشعر واللغة العربية بعلومها المختلفة، وأن الدارة قامت بترميمها بأحدث الوسائل وتغليفها وتجليدها وأضافتها إلى مجموعة المخطوطات لديها، التي تجاوزت ثلاثة آلاف مخطوطة.