فاجأ اتحاد الكتّاب اللبنانيين الوسط الأدبي في بيروت بإعلانه تكريم مئة وثلاثة وخمسين «مبدعاً على مدى نصف قرن من الكتّاب والشعراء اللبنانيين بالفصحى والعامية، أحياء وراحلين، بينهم ممثلون ومسرحيون ورسامون وسياسيون»، كما جاء في بيان للاتحاد في المناسبة. أما الاحتفال فيقام ظهر الأحد المقبل في قصر الأونيسكو (بيروت). وما إن أعلن الاتحاد هذا التكريم حتى ارتفعت أصوات أدبية كثيرة محتجة ورافضة لهذه البادرة التي تسيء الى المبدعين هؤلاء والى إبداعهم وكذلك الى الثقافة اللبنانية. فالصيغة «الجماعية» التي ارتأها الاتحاد لتكريم هؤلاء لم تخلُ من الإهانة والاستهانة بهم وكأن حفلة التكريم «عرس» جماعي يشبه الأعراس الجماعية التي تقيمها الأندية والأحزاب في القرى اللبنانية. انه التكريم «بالجملة» كما قال أحد المبدعين، ساخراً من هذه البادرة المضحكة والمذلة، وفق تعبيره. وقد خلط الاتحاد في لائحة الأسماء المزمع تكريمها بين أدباء مرموقين ومجلين ورواد وكتّاب عاديين لا يمكن ادراجهم في خانة الإبداع. وهذا عيب ارتكبه الاتحاد في هذا الدمج العشوائي. وعوض أن يكرم الراحلين على حدة، مصنّفاً إياهم بحسب أهميتهم، دمجهم مع الأحياء الذين لم يصنّفهم أيضاً. ومع ان الاتحاد جمع الأسماء عشوائياً ولم يدع اسماً إلا أدرجه، وبعض الأسماء مجهول لا قيمة له، إلا أنه نسي أو تناسى أسماء مهمة ومنها على سبيل المثل: فؤاد رفقة، أسد الأشقر، بسام حجار، كمال خير بك، جورج غانم، ميشال عاصي، عوض شعبان، عبدالله حشيمة، سعيد تقي الدين، رياض فاخوري، رياض المعلوف، هدى النعماني، جوزف نجيم، جورج شحادة، فؤاد غبريال نفاع وسواهم وسواهم. ولا أحد يدري لماذا استثنى الاتحاد هذه الأسماء وسواها أيضاًَ في هذا «الكرنفال» الذي يقيمه ويتضمن توزيع هدايا رمزية من خشب الأرز... إنها باكورة أعمال اتحاد الكتّاب اللبنانيين بعدما انتخبت هيئته الجديدة التي يحتل أمانتها العامة المعلّق السياسي سليمان تقي الدين.