أعلنت وزارة خارجية كازاخستان السبت أن الحكومة السورية والمعارضة المسلحة مدعوتان لجولة جديدة من مفاوضات السلام الرفيعة المستوى في 15 و16 شباط (فبراير) في آستانة، في وقت شكلت «الهيئة التفاوضية العليا» المعارضة وفدها الى مفاوضات جنيف في 20 الشهر الجاري. وأفادت الوزارة في بيان: «تقرر عقد المحادثات الجديدة الرفيعة المستوى في إطار عملية آستانة لإيجاد تسوية للوضع في سورية في 15 و16 شباط». وأشارت إلى دعوة «الحكومة السورية» و «ممثلي المعارضة المسلحة السورية» والموفد الدولي للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا إلى هذه المفاوضات التي تجري برعاية روسياوتركيا وإيران. وتجري المحادثات بوساطة حليفتي الرئيس السوري بشار الأسد روسيا وإيران، اضافة الى تركيا التي تدعم الفصائل المعارضة المسلحة. وتأتي هذه المحادثات عقب اجتماع في آستانة الشهر الماضي انتهى من دون تحقيق تقدم في حل النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات والذي اسفر عن مقتل أكثر من 310 آالاف شخص. وكان يتوقع ان تشهد المحادثات اول مفاوضات مباشرة بين النظام والفصائل المعارضة منذ اندلاع النزاع في 2011. الا ان الفصائل المعارضة رفضت ذلك. واتفقت روسيا وإيران وتركيا على ضرورة مشاركة فصائل المعارضة المسلحة في المحادثات التي ستجري في جنيف برعاية الأممالمتحدة في 20 شباط. وسيتم خلال الجولة المقبلة من محادثات آستانة مناقشة وقف اطلاق النار وإجراءات احلال الاستقرار في مناطق معينة وغيرها من «الخطوات العملية» التي يجب اتخاذها تمهيداً لمحادثات جنيف، وفق كازاخستان. وكان «فيلق الشام» اعلن تعليق مشاركته في مسار آستانة بسبب عدم التزام وقف النار من القوات النظامية السورية. وأعلنت «الهيئة العليا للمفاوضات» إن المعارضة السورية توصلت الى قائمة لوفدها الى مفاوضات جنيف في 20 شباط الحالي. وكان اختيار شخصيات المعارضة نقطة خلاف وقال دي ميستورا إنه سيختار مبعوثي المعارضة إذا لم يتمكنوا من الاتفاق على ممثليهم «لضمان تمثيل أكبر عدد ممكن من الفصائل». وانتقدت الهيئة العليا للمفاوضات التي تدعمها السعودية وتمثل التيار الرئيسي للمعارضة السورية تصريحات دي ميستورا وقالت إنها غير مقبولة. وقال سالم المسلط المتحدث باسم «الهيئة» لقناة «العربية الحدث» السبت بعد اجتماعات في الرياض إن مسؤولي المعارضة السورية سيعلنون تشكيل وفد من 20 فرداً اختاروهم للمشاركة في مفاوضات جنيف. ومثلت «الهيئة العليا» في مفاوضات السلام العام الماضي لكن لم تتم دعوتها إلى اجتماع آستانة. وقال المسلط إن وفد المعارضة سيمثل مختلف جماعات المعارضة التي ستضم إلى جانب «الهيئة العليا للمفاوضات»، فصائل معارضة شاركت في اجتماعات آستانة كما ستضم ممثلين من الأكراد والتركمان والمسيحيين. وقال المسلط: «الوفد هو وفد عسكري سياسي وهو يمثل الجميع... كل مكون يرشح من يراه الأنسب في هذه المفاوضات. راعينا أن يكون الجميع ممثلاً في هذا الوفد». وتابع أن 20 مستشاراً قانونياً سيرافقون المفاوضين إلى جنيف. وأكد مسؤول من المعارضة السبت ل «رويترز» أن نصر الحريري من «الائتلاف الوطني السوري» سيرأس وفد المعارضة. وعلى رغم تراجع العنف إلا أن معارك وضربات جوية هددت وقف إطلاق النار الهش. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أكثر من 600 شخص قتلوا في اشتباكات وقصف منذ بدء الهدنة نهاية العام الماضي. وبعث ممثلو منصتي موسكو والقاهرة رسالة الى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جاء فيها انه «استجابة لطلب دي مستورا ضرورة تشكيل وفد واحد للمعارضة السورية، لمواجهة استحقاقات الجولة المقبلة من المفاوضات، اتصلنا مع الهيئة العليا للتفاوض بهدف تشكيل الوفد الواحد على قاعدة تضمن عدم إقصاء أحد وعدم هيمنة أي طرف من الأطراف على الوفد المشترك، لكن اتصالاتنا، مع الأسف، لم تفض حتى الآن إلى نتائج ملموسة». وأضافوا في الرسالة الخطية، التي ارسلت نسخة منها الى واشنطنوموسكو: «في حال تمسكت الأممالمتحدة والمبعوث الدولي بفكرة الوفد الواحد، وهو ما نتمناه ونراه أمراً صائباً، نقترح أن يتم تشكيل الوفد بحيث يكون ثلاثة ممثلين عن كل منصة؛ وهي «الهيئة» ومنصتا موسكو والقاهرة؛ أي يصبح مجموعهم تسعة أشخاص، إلى ثلاثة ممثلين عن الفصائل العسكرية التي شاركت في اجتماع آستانة وممثل واحد ل «منصة آستانة» وأن تترك مقاعد للمنصات الأخرى مثل وفد النساء في جنيف بحيث يصبح عدد أعضاء الوفد حوالى 15-16 شخصاً. وقالت الرسالة: «هذا التوزيع، يضمن برأينا، العدالة في التمثيل ولا يستثني أحداً، ما سيعزز شرعية العملية التفاوضية بما تمتلكه من تمثيل يعكس حقيقة واقع المعارضة السورية».