نقلت اجتماعات أربيل بمشاركة زعماء الكتل السياسية العراقية أعمالها أمس إلى بغداد، حيث سيتم التطرق الى 15 نقطة وردت في جدول الأعمال تلاها رئيس «ائتلاف الكتل الكردستانية» روز نوري شاويس، تبدأ بإقرار مفهوم الشراكة الوطنية، وتنتهي بتوزيع الرئاسات الثلاث (الحكومة والجمهورية والبرلمان). وأعرب رئيس إقليم كردستان خلال مؤتمر صحافي عقب الاجتماع عن تفاؤله بتشكيل الحكومة «قريباً جداً». واعتبر مجرد عقد الاجتماع نجاحاً إذ كسر الحاجز النفسي بين القادة العراقيين. وعلى رغم تسريبات عن قبول «العراقية» مبدئياً بمنصبي رئاسة البرلمان و»مجلس السياسات الإستراتيجية»، مقابل التنازل عن رئاستي الحكومة والجمهورية ، فلا يمكن توقع التسوية قبل الاتفاق على حزمة كبيرة من الإصلاحات السياسية والحكومية وآليات اتخاذ القرار وهذا محور اجتماعات بغداد. وبدأ امس في أربيل اجتماعات كبار القادة السياسيين العراقيين في محاولة للتوصل الى اتفاق يمهد لتشكيل الحكومة التي تعرقل التوصل الى اعلان ولادتها ثمانية أشهر. وشارك في الاجتماعات التي جاءت تلبية لمبادرة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني رؤساء وكبار قادة الكتل السياسية، ابرزهم، بالإضافة إلى بارزاني، رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي ورئيس وزراء الإقليم برهم صالح، وزعيم ائتلاف «العراقية» اياد علاوي وكبار قادتها، رافع العيساوي وطارق الهاشمي وحيدر الملا، وكبار قادة «ائتلاف دولة القانون» علي السنيد وعلي الأديب وخالد العطية، وكبار قادة «الائتلاف الوطني» عمار الحكيم، وعادل عبد المهدي، وإبراهيم الجعفري ونصار الربيعي، ورئيس كتلة «التوافق» اياد السامرائي، ورئيس وفد المفاوضات الكردي روز نوري شاويس ورئيس برلمان كردستان كمال كركوكي ونائب رئيس الإقليم كوسرت رسول علي ونائب رئيس «الحزب الديموقراطي الكردستاني» نيجيرفان بارزاني وعدد آخر من ابرز الشخصيات السياسية. وبدأ الاجتماع بقراءة آيات من القرآن الكريم القى بعدها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني كلمة وصف فيها الاجتماع بالتاريخي، تلتها كلمة لرئيس ائتلاف دول القانون نوري المالكي أكد «اهمية الإسراع بتشكيل الحكومة»، فيما شدد رئيس ائتلاف العراقية اياد علاوي على الأهمية التي يمثلها هذا الاجتماع، ثم تحدث نائبا رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي ورئيس «تيار الإصلاح» ابراهيم الجعفري ورئيس البرلمان السابق اياد السامرائي. قال بارزاني في كلمته ان «التجارب السابقة اثبتت استحالة التفرد بالحكم في العراق، ومن الضروري مشاركة الجميع في إدارة البلاد من دون تهميش أي طرف». وقدم شاويس الذي كان يدير الجلسة جدول اعمال سلسلة الاجتماعات المقبلة، طالباً من المشاركين التصويت عليه وعلى»الاتفاق لعقد جلسة مجلس النواب الخميس المقبل» و «التزام الدستور» والتوافق» و «المجلس الوطني للسياسات العليا» و»النظام الداخلي لمجلس الوزراء» وقضية «المساءلة والعدالة» و «المصالحة الوطنية» و «الإصلاحات الضرورية» و»المسائل العالقة بين الإقليم والحكومة المركزية و»الضمانات»و»الرئاسات الثلاث». وأعرب شاويس عن اعتقاده بأن هذه النقاط هي المفاتيح للوصول الى اتفاق نهائي لتشكيل الحكومة. وأوضح القيادي في ائتلاف «العراقية» رافع العيساوي أن «قضيتي ورقة الإصلاح السياسي وبرنامج الحكومة المقبلة تم اقرارهما في اجتماع سابق ليكونا ضمن النقاط الحوارية». أما نائب رئيس الجمهورية المنتهية ولايته طارق الهاشمي فأشار الى أن هناك «مسائل مركزية تتجاوز صلاحيات اللجان التفاوضية»، موصياً بإحالة بعض التفاصيل الى تلك اللجان لدراستها. وقال المالكي إن «البرنامج المطروح على التصويت مقبول مبدئياً لكنه اشار الى استحالة التوصل الى تشكيل الحكومة الا بعد الاتفاق على كل بنود البرنامج». وتابع ان «المشاركة في الاجتماع تأتي تثميناً لجهود الإسراع بتشكيل الحكومة، لكن هذا البرنامج يمكن قبوله والعمل به مبدئياً لمناقشة سير العملية السياسية، وإذا كنا نريد ان نعلق تشكيل الحكومة على الوصول الى اتفاق على كل بنود هذا الجدول فهذا امر لن يتحقق الا بعد سنة او سنتين، لأن النقاط المطروحة هنا ليست من صلاحيتنا. هناك نقاط تتعلق بالقضاء والتشريع، يجب الا نربط تشكيل الحكومة بالتوصل الى اتفاق على كل هذه النقاط وإلا فإن جلسة البرلمان الخميس المقبل لن تصل الى نتيجة». أما القيادي في «ائتلاف دولة القانون» علي الأديب فأقترح أن «تتم مناقشة وحسم ثلاثة محاور، هي جلسة البرلمان، والضمانات وتوزيع الرئاسات وأن ترحل النقاط الأخرى الى لجنة مركزية للبحث فيها. وبعد سماع وجهات النظر المتعددة والمختلفة اقر المشاركون برنامج العمل الذي قدمه شاويس، ثم صوتوا بعدها على عقد الاجتماع المقبل في بغداد اليوم (الثلثاء) في السادسة مساء. وبعد الاجتماع عقد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مؤتمراً صحافياً أعرب خلاله عن أمله بإمكان التوصل الى اتفاق خلال الاجتماعات المكثفة التي ستعقد في اليومين المقبلين قبل بدء جلسة البرلمان الخميس. ونفى بارزاني ان يكون هناك اي خلاف على جدول الأعمال، مشيراً الى أن «الأمر لم يتعد وجود ملاحظات. والمشاركون صوتوا على الجدول والبرنامج بالإجماع». وتابع «تلمسنا اليوم جواً ايجابياً نأمل بأن يستمر، نحن نحترم وجهات نظر الجميع لكن العراق يتكون من قوميتين رئيستين الى جانب قوميات أخرى متآخية وهذا وارد في الدستور، وما يطالب به الأكراد من رئاسة الجمهورية مطلب قومي وليس انتخابياً»، مشيراً الى أنه «من الأفضل التركيز على المبادرة الوطنية ونشكر كل المبادرات الخارجية ومبادرة المملكة العربية السعودية». وأكد أنه متفائل جداً بتشكيل الحكومة «قريباً اذا استمرت الاجتماعات بهذه الأجواء الإيجابية»، وأوضح ان «الاجتماع بحد ذاته خطوة مهمة وإنجاز. اجتماع اليوم كان الأساس لوضع الخطوات المقبلة لكسر الحاجز النفسي . هناك اتفاقات أولية يجب تثبيتها قبل جلسة البرلمان موضوع الرئاسات سيبحث في الاجتماعات المقبلة، والموقف الكردي سيعلن خلال جلسة البرلمان. الحكومة المقبلة يجب ان تضم جميع الأطراف والمكونات». كلنتون وفي سياق متصل، حضت وزيرة خاريجة الولاياتالمتحدة هيلاري كلينتون القادة العراقيين على التوصل الى اتفاق على تشكيل الحكومة. وقالت في تصريح صحافي في ملبورن التي تزورها للبحث في انظمة دفاع عسكرية إن «اشارات عدة صدرت خلال الشهورالأخيرة تفيد بحدوث تقارب في وجهات النظر بين القادة العراقيين وهم على وشك تشكيل حكومة. وقد تم الاتفاق بينهم على توزيع المناصب فيها لكن هذا لم يحدث فعلياً حتى الآن». وأضافت «شجعنا العراقيين بشكل مستمر على تشكيل حكومة ذات قاعدة سياسية عريضة تضم كل الأطراف وتعكس مصالح الشعب العراقي».