كانبيرا، لندن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - ابدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال الاجتماع الأمني السنوي بين وزيري الخارجية والدفاع في الولاياتالمتحدة وأستراليا، ثقتها من نقل السيطرة على بعض مناطق افغانستان الى القوات الأفغانية بحلول العام المقبل. وأيد ذلك وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس. وقالت كلينتون لصحافيين في مدينة ملبورن الأسترالية: «سيستطيع الأفغان تولي امنهم في شكل متزايد بدءاً من العام المقبل، استناداً الى الظروف على الأرض والتحليلات المفصلة للوضع»، مضيفة: «لا يمكننا ان نقول لكم اليوم متى سيحصل ذلك ووفق اي جدول زمني او اي تفاصيل اخرى، لأننا سنتخذ هذه القرارات تدريجياً بحسب الظروف». وفيما يعتزم الحلف الأطلسي (ناتو) خلال قمته المقبلة الموافقة على خطة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الخاصة بتسلم قوات بلاده المسؤوليات الأمنية بحلول عام 2014، وإقرار بدء عملية نقل المسؤوليات تدريجياً الى الأفغان عام 2011، اعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في ملبورن ايضاً ان الخطة التي وضعتها الحكومة الأفغانية لتسلم مهمات الأمن بالكامل بحلول عام 2014 «واقعية، في ظل التقدم الذي تحقق في المجهود الحربي». وأشار غيتس الى ان عملية تسلم هذه المهمات ستحصل تدريجياً «على سنوات»، ويحتمل ان تبدأ في بعض المناطق بدءاً من العام المقبل مع تحسن قدرات القوات الأمنية الأفغانية وزيادة عددها. وفي المؤتمر الصحافي ذاته، اعتبر رئيس هيئة اركان الجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن ان الجدول الزمني للحكومة الأفغانية «يبعث على الارتياح»، ما يؤكد تطلع واشنطن وحلفاؤها الى العام 2014 لإنهاء المهمة العسكرية التي يقودها الحلف الأطلسي في افغانستان، والتي يتضاءل الدعم الشعبي لها سواء في الولاياتالمتحدة او في بقية الدول التي تشارك بقوات في افغانستان. وأكد مولن ان الجهود التي تقودها الولاياتالمتحدة لتدريب القوات الأفغانية وتأهيلها حققت تقدماً ملحوظاً، لكن لا يزال هناك الكثير لفعله في هذا المجال. وأكدت المحادثات الأميركية - الأسترالية ايضاً مواصلة دعم باكستان، وقلق البلدين من البرنامج النووي الإيراني. كما تناولت تعزيز وجود القوات الأميركية على الأراضي الأسترالية، والذي ينظر اليه باعتباره جزءاً من مراجعة أوسع للولايات المتحدة لوضع قواتها. وأثنت كلينتون على «النصيحة الممتازة» التي تلقاها الرئيس الأميركي باراك أوباما من وزير الخارجية الأسترالي كيفين رود الذي قال إن «العلاقة الدفاعية بين بلاده والولاياتالمتحدة تتكلم عن نفسها»، لكنه اعتبر أن البلدين يجب ان ينظرا في عمل أوثق بينهما في شأن التطورات الإقليمية والمساعدة. وقالت كلينتون إن «معاهدة التعاون الدفاعي - التجاري التي ستعزز العلاقات بين البلدين، اقرها الكونغرس الأميركي أخيراً، ونتطلع الى إقرارها من قبل البرلمان الأسترالي». وشددت كلينتون على الالتزام الأميركي تجاه منطقة المحيط الهادئ، وأضافت «إن الولاياتالمتحدة قالت بثبات إنها ترحب بالنجاح الاقتصادي للصين، والتأثيرات الإيجابية التي يعود بها على الشعب الصيني، فيما تصبح الصين أكثر من لاعب في الشؤون الإقليمية والعالمية، لذا نتوقع أن تكون بكين لاعباً مسؤولاً، وتساهم في الإطار الدولي الذي يحكم طريقة تصرف الدول». وأعلن وزير الدفاع الأسترالي ستيفن سميث ان بلاده ترحب بالمشاركة المعززة للولايات المتحدة في المنطقة، و «سنحكم على أي تعزيزات مستقبلية لدى صدور مراجعة وضع القوات، لكننا سنستمر بالتواصل الحثيث في هذا الشأن». وأشار إلى أن البلدين حققا تقدماً في تحديات مهمة بينها التعاون في مجال التجسس الفضائي والهجمات الإلكترونية، وكاشفاً ان الحكومة الأسترالية ستقدّم قريباً التشريع الخاص بالمصادقة على معاهدة التعاون الدفاعي - التجاري مع الولاياتالمتحدة.