أعلنت مصادر في أنقرة أمس، موافقة تركيا «مبدئياً» على اقتراح طهران استضافتها المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، فيما أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون انها تنتظر «اقتراحاً رسمياً» في هذا الشأن. تزامن ذلك مع حضّ السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام إدارة الرئيس باراك أوباما على «اعتماد الصلابة» في التعاطي مع إيران، معتبراً أن أي حرب محتملة تشنها الولاياتالمتحدة يجب أن تشمل «القضاء على خطر النظام» وليس فقط تدمير برنامجه النووي. ووصف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي كلام غراهام بأنه «مزاح»، داعياً الى «عدم أخذه على محمل الجدّ». وأعرب متقي عن أمله بأن تتفق إيران والغرب «قريباً على موعد المحادثات وجدول أعمالها ومضمونها»، وقال: «أبلغنا أصدقاءنا الأتراك موافقتنا على إجراء هذه المفاوضات في تركيا». ونقلت وكالة «مهر» عن متقي أن الاتفاق على إجراء المحادثات في هذا البلد «بات محسوماً تقريباً». وقالت مصادر في طهران ل «الحياة» ان علي باقري مساعد أبرز المفاوضين «النوويين» الإيرانيين سعيد جليلي، زار أنقرة الخميس الماضي، والتقى وزير الخارجية أحمد داود اوغلو، كما نال موافقة تركيا على إجراء المحادثات على أراضيها. ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء شبه الرسمية التركية عن مصادر ديبلوماسية ان أنقرة أعطت موافقتها المبدئية على استضافة المفاوضات، مضيفة ان الأطراف المعنية «اتفقت مبدئياً على إجرائها في تركيا». وأفادت الوكالة بأن الخارجية التركية أكدت أن أنقرة ستستضيف المحادثات بين إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر ان الخارجية التركية أشارت الى ان متقي كان على اتصال بها لاقتراح استضافتها المفاوضات، مضيفاً: «قلنا للمسؤولين الإيرانيين ان تركيا مستعدة لبذل قصارى جهدها في هذا الشأن، لكن لا قرار بعد حول موعد المحادثات ومكانها». أما أشتون فقال ناطق باسمها انها أخذت علماً بتصريح متقي «لكننا لم نتلقَ بعد اقتراحاً رسمياً من إيران في هذا الشأن». وزاد: «ما أن نتلقى اقتراحاً رسمياً لموعد ومكان محددين للقاء، سندرسه مع شركائنا في الدول الست ونرد». وكانت اشتون اقترحت على إيران إجراء محادثات في فيينا بين 15 و18 من الشهر الجاري. على صعيد آخر، زار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي مدينة قم مجدداً الجمعة الماضي، والتقى عدداً من المراجع الدينية. وحذر من «تحركات مشبوهة لتهميش ثقافة الاستشهاد»، مشدداً على أهمية اتخاذ خطوات «هادفة وروحية وعميقة ومؤثرة» لإحياء تلك القيم. تزامن ذلك مع تقرير لوكالة «أسوشييتد برس» أفاد بأن الإيرانيين يواجهون صعوبات معيشية، بسبب خطة الحكومة لرفع الدعم عن سلع أساسية، بينها الوقود ومواد غذائية.