واصل فريق المعارضة تمسكه بإحالة ملف شهود الزور الى المجلس العدلي، في حين برزت انتقادات للقاء الذي ضم مسيحيي «14 آذار» في بكركي. وأكد نائب الامين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، خلال احتفال تأبيني في بدنايل امس، أن «اي قرار ظني لا يعتمد على شهود الزور ومفبركيهم لا جدوى منه ولا نعترف به»، سائلاً: «لماذا يخافون تحويل القضية الى المجلس العدلي وكأنها بعبع، فالمجلس العدلي قضاء وأدلة تدين اناساً وتعفو عن اناس، وميل القضاء العادي السياسي للطرف الآخر وفي الظروف الحالية يصعب عليه ان يحكم على احد من دون التباس او أدلة مئة في المئة، ولماذا لا تريدون المجلس العدلي طالما تريدون الحقيقة وقد احيلت على المجلس العدلي قضايا مثل قضية الزيادين وهي جريمة شخصية». وقال: «هناك قضاء في المجلس العدلي، إما ان يقول هناك شهود زور وإما لا يقول، ونحن نقبل بالنتيجة التي ستصدر وشهود الزور ليسوا الاسماء التي تعرفونها بل الاسماء التي لا تعرفونها وهي معروفة بالصفات، والمطلوب النطق بالاسم ممن خربوا البلد وحرفوا التحقيق الدولي»، مضيفاً: «لنضع هذا الملف على التصويت في جلسة مجلس الوزراء ونقبل بالنتيجة. يقولون لا نقبل الا بالتوافق حول هذا الموضوع معكم، اقول لا لن نتوافق الا على مجلس عدلي، وشرفوا على التصويت». وتابع: «انهم يريدون صدور القرار الظني قبل شهود الزور لكن قضية شهود الزور هي المعبر الوحيد للقرار الظني». وسأل قاسم عن «سبب الاهتمام الاميركي مع الدول الكبرى من اجل دعم المحكمة والعدالة التي استفاقوا لها، فأين العدالة الدولية باغتيال محمود المبحوح علماً ان القضية موثقة ومصورة وهم مدانون وثبت عليهم الجرم». وتابع: «يقولون لنا سلموا للمحكمة وارسلوا الدفاع والقرار سيصدر بحق افراد وانتم لستم مدانين، وهم يعلمون ونحن نعلم ان القرار الظني نسخة طبق الاصل عما صدر في ديرشبيغل وسيصدر باسم افراد من «حزب الله»، واللعبة اذا شاركنا فيها ادانة موصوفة وهذا القرار الظني سيف مسلط على «حزب الله» ويمكن ان يصل الى سورية وايران». وأضاف قاسم: «غداً يتحدثون عن 500 ألف اتصال تم البحث بها ونعرف هؤلاء الذين يدعوننا للاستجابة للقرار الظني وبما لا يشير الى «حزب الله»، فهم يعلمون علم اليقين ان القرارالظني سيكون شوكة بخاصرة «حزب الله» لانهم يريدون إسقاطه بالمحكمة الدولية وليس بالدفاع عن العدالة»، وأكد أن «حزب الله مرتاح وقمنا بكل الاحتياطات للدفاع عن انفسنا». وقال: «نحن مستعدون لدرء الخطر ان كان هذا الخطر اسرائيلياً مباشراً او غير مباشر»، معتبراً ان «كل المحاكم الدولية باشراف اسرائيل وكل الاعمال باسم مجلس الامن والاممالمتحدة وكل التحقيقات لها ارشيف كامل عند اسرائيل ونسخة طبق الاصل عند الاممالمتحدة». واعتبر وزير الصحة محمد جواد خليفة أن «الحل للخروج من المأزق هو بالحوار والاحتكام الى المؤسسات والعيش المشترك والدستور وليس بالسجالات السياسية»، معلناً: «نعيش ازمة فعلية في منعطف طرقات ليست سهلة ولكن ليست مستحيلة». وقال خليفه خلال تدشينه مركز الرعاية الصحية الاولية في مدينة جبيل امس، ان»علينا ان نعمل وكأن هذه الامور عابرة تتكرر من وقت الى آخر وان يكون لدينا ايمان قوي بوطننا وبشراكتنا وبالعقد الاجتماعي الذي يميزنا عن سائر دول الشرق والمنطقة»، وأوضح اهمية «الاحتكام الى المؤسسات وليس الى الشارع اذ من الافضل ان تكون لدينا ادارات سيئة نعمل على تطويرها من ان لا تكون لدينا ادارات». ووصف وزير الدولة يوسف سعادة اللقاء المسيحي الذي عقد في في بكركي بأنه لقاء «قرنة شهوان 2»، معتبراً في حديث الى موقع «ناو ليبانون» امس أنّ «المشكلة ليست في اللقاء بحد ذاته والذي لا نعرف من دعا إليه، بل المشكلة هي في اتخاذ بكركي مكاناً لانعقاده»، متمنّياً أن «يصدُر توضيح من الصرح البطريركي حول هذا الموضوع». واذ اكد ان «بكركي هي مرجعيتنا الدينية والروحية»، رأى أن «من الطبيعي أن يهزّ ما حصل العلاقة بيننا وبين البطريرك». وأعلن سعادة أن «العلاقة جيدة بين تيار المردة ورئيس الجمهورية»، معتبراً أن «هناك ملفات لا تقل أهمية عن الاستراتيجية الدفاعية وفي طليعتها ملف المحكمة الدولية وقرارها الظني المرتقب، تستحق أن تكون على طاولة الحوار الوطني»، موضحاً أنّ «ثمة خوفاً حقيقياً على السلم الأهلي والاستقرار العام في البلد جرّاء ملف المحكمة الدولية»، مؤكداً ان «مجلس الوزراء هو صاحب القرار بإحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، وإذا تعذّر التوافق على هذه المسألة فليتم التصويت في الجلسة المقبلة». ورأى أنّ «المطلوب اليوم هو موقف جريء من الداخل اللبناني نقول فيه أن هذه المحكمة خرّبت صدقيتها من خلال تسييس أعمالها»، مشدداً على أن «أي قرار دولي لن يكون بمقدوره التأثير على لبنان وعلى مناعته إذا ما تم التوافق على موقف كهذا». وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية هاني قبيسي خلال تمثيله رئيس المجلس النيابي نبيه بري في احتفال في انصار أمس، الى «تفاهمات عربية تسعى لمد الخير الى الساحة اللبنانية ولحل مشكلاتنا وتكريس الاستقرار في لبنان». وأضاف: «نرى في هذه الايام ان عناوين الشر تحاول منع التفاهمات وعرقلتها لتعطل الاستقرار في لبنان، لكننا نأمل بأن دور الممانعة والصمود في المنطقة العربية سيتعزز ويقوى ليتمكن من مواجهة كل المعطلين والذين أساؤوا لهذه المنطقة».