وزعت قيادة «الجبهة الداخلية» في الجيش الإسرائيلي على جميع السلطات المحلية في إسرائيل (256 سلطة) كراسات خاصة تتضمن معلومات حول حجم الإصابات في الأرواح والممتلكات المتوقع في كل بلدة في «حال طوارئ»، أي في حال تعرضت إسرائيل لحرب شاملة، وكيفية الاستعداد لمواجهتها. وتنطلق قيادة «الجبهة الداخلية» في إعدادها السلطات المحلية لمواجهة الطوارئ بأن إسرائيل بجميع مناطقها قد تتعرض لقصف صاروخي، وليس فقط شمالها (المحاذي للبنان) وجنوبها (المحاذي لقطاع غزة). وتتناول السيناريوات عشرات القتلى في منطقة تل أبيب (وسط إسرائيل) والمئات في منطقة حيفا (شمالاً) وقلائل في بئر السبع (جنوباً) وآلاف المصابين بحالات فزع وصدمة في أرجاء إسرائيل، إضافة إلى تعرض مئات المنازل إلى أضرار جسيمة. وتتطرق الكراسات لاحتمال تعرض إسرائيل إلى قصف صاروخي في آن واحد من سورية ولبنان وايران وقطاع غزة، وعليه يقوم قائد كل لواء في «الجبهة الداخلية» بإرشاد السلطات المحلية في منطقته الى كيفية الاستعداد لقصف صاروخي، «أي أنه يتم إطلاع كل سلطة محلية على حدة على سيناريو محدد تتوقعه قيادة الجبهة الداخلية لكل بلدة». وبناء لما ورد في الكراسات التي سلمت لبلدية تل أبيب، ترسم «الجبهة الداخلية» سيناريو أصعب لهذه المدينة، إذ تعتقد أن قواعد الجيش في المدينة ومحطة توليد الكهرباء في «ريدينغ» ستكون المنشآت الرئيسية المستهدفة، وأن المدينة ستتعرض لمئات الصواريخ بوزن متوسط وعشرات أخرى بوزن ثقيل، ما سيتسبب بأضرار كبيرة للمباني ويوقع مئات القتلى. كذلك سيتم ضرب منشآت حيوية مثل المياه والكهرباء والغاز والصرف الصحي. وتقدم «الجبهة الداخلية» للبلدية إرشادات حول كيفية مواجهة مثل هذا السيناريو واحتمال انهيار منظومات مختلفة.