تقف البائعتان السعوديتان ترابة علي جابر (68 عاماً) وشقيقتها معدية في ركن المشغولات اليدوية في مهرجان «محايل أدفا» الذي تحتضنه محافظة محايل عسير حالياً، لاستقبال الزوار في الركن المخصص للأسر المنتجة، وكذلك لبيع معروضاتهما. فمشاريع الأسر المنتجة ومبادراتها تشكل أحد أهم الملامح الاجتماعية والاقتصادية في المهرجانات السياحية، وتوصف بأنها «أهم الأركان الجاذبة للزوار من جهة، ومصدر دخل لعدد من الأسر السعودية المنتجة»، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس). وتلقى ما تعرضه البائعات السعوديات إقبالاً كبيراً، خصوصاً الأكلات الشعبية والمنتجات التراثية والمشغولات اليدوية المصنوعة من سعف النخيل وأغصان الدوم، ومن أبرزها المفرش المعروف محلياً ب«المهجان» و«الزنبيل» الذي يستخدم في نقل الحبوب، كالذرة والدخن وغيرها، وكذلك «الجونة» التي تستخدم لحفظ الخبز والتمر وغيرهما من الأطعمة، والمروحة اليدوية المعروفة ب«المهفة»، وراوحت أسعار تلك المعروضات بين خمسة ريالات و100 ريال. وتروي ترابة، التي تعمل في مهنتها منذ 53 عاماً، مراحل إنجاز تلك المشغولات اليدوية، قائلة إن المرحلة الأولى تبدأ بإحضار المواد الأولية التي تعتمد على سعف الدوم بشكل كبير من وادي نهب في مركز الحريضة على ساحل البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الحزمة تباع ب120 ريالاً، ثم تفرز السعف كل نوع على حدة، ثم تصبغ بألوان متعددة، ثم مرحلة الحياكة لصناعة مشغولات متنوعة، مثل السجاد أو الزنبيل أو الجلة. وتوضح شقيقتها معدية أنها تشاركها في المهرجانات منذ 8 سنوات، وأن ذلك أكسبهما «خبرة جيدة، إلى جانب توفير دخل مالي جيد لنا ولأسرنا». وتقول: «يراوح الدخل اليومي خلال المهرجان بين 300 و500 ريال». ولتطوير مهارات المشاركات في البيع والشراء يخضع بعضهن في ركن الأسر المنتجة إلى دورات تدريبية تقدمها مدربات متطوعات بالتنسيق مع الجهات المنظمة لتوفير أركان البيع للأسر المنتجة والإشراف عليها، وتوجيههن بما يعزز قدراتهن في تجويد المنتج النهائي المعد للبيع. وأوضحت زهرة علي السيد، وهي مشرفة ركن، أنها وزميلاتها يقدمن دورات لكل سيدة لديها مهارات مهنية معينة، في مجال نقش الحناء وصناعة البخور وتركيب العطور، وتفصيل الملابس النسائية التراثية، إضافة إلى إكسابهن الأساليب الحديثة في تسويق المنتجات مثل التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من جهتها، شددت صاحبة «مبادرة إبداع» أسماء الشهري على أهمية دعم الأسر المنتجة وتدريبهن على وسائل التسويق الحديثة، مع الاحتفاظ بالروح التراثية للمنتجات، مشيرة إلى أن مبادرتها «عمل تطوعي يهدف إلى خدمة صاحبات المواهب والقدرات المهنية وإعطائهن التسهيلات التي يحتجن إليها من أجل تسويق إنتاجهن، سواء في مجال المشغولات اليدوية أم الأكلات أم الملابس التقليدية».