ما ان يدخل المبتعثون السعوديون إلى معهد «سبرينغ» لتعلم اللغة الإنكليزية في مدينة دينفر في ولاية كولورادو الأميركية، حتى يشعرون أنهم داخل معهد في إحدى المدن السعودية، فالمعهد الذي يضم نحو مئة طالب، يدرس فيه 65 سعودياً وسعودية. ولا يعتبر هؤلاء المبتعثون كثرتهم في هذا المعهد «ميزة»، بل يعتبرونها «مشكلة، يجب حلها». وطالبت مجموعة من الطلبة المبتعثين للدراسة في كولورادو، الملحقية الثقافية السعودية، بإيجاد حل لمشكلة «تكدس» الطلبة السعوديين في المعهد. وقال مالك الرباح، الذي يدرس اللغة في معهد «سبرينغ»: «تفاجأت عند وصولي من تكدس الطلبة العرب في هذا المعهد، خصوصاً السعوديين، إذ يقدر عدد الطلبة في الفصل الدراسي الواحد ب15 طالباً، وغالبيتهم من السعوديين»، مضيفاً «كأنني أدرس في أحد معاهد اللغة في السعودية». واعتبر زميله وارد العتيبي، «العدد الهائل» من الطلاب السعوديين في المعهد، «مشكلة لا بد للملحقية ان تلتفت إليها، وتعمل على معالجتها في أسرع وقت ممكن، فهناك صعوبة في تعلم اللغة الإنكليزية وممارستها مع وجود مجموعة كبيرة من الطلاب العرب في الفصل الدراسي ذاته»، مبيناً ان ولاية كولورادو، وبخاصة دينفر، «تحوي عدداً من المعاهد ومدارس اللغة الإنكليزية، التي تقدم برامج قوية ومفيدة، وليس فيها أي طالب عربي حتى الآن». وقالت الطالبة فاطمة الغامدي: «يصعب علينا تعلم اللغة وممارستها بمهارة، في ظل تكدس الطلاب العرب، خصوصاً السعوديين في فصل دراسي واحد. فالفصول بدأت تكتظ بالسعوديين، لدرجة ان المعهد ألغى بعض المستويات، لعدم توافر الفصول والقاعات الدراسية التي تحوي العدد الكبير من الطلاب. كما ان إدارة المعهد تتعامل وفق منطق تجاري بحت، وهدفها جمع أكبر عدد ممكن من الطلاب العرب، خصوصاً الحاصلين على منح دراسية، كي تحصل على التكاليف الدراسية كاملة ومباشرة». وعبر صالح الصقير، عن استيائه من هذا المعهد، بسبب «ضعف» طاقم التدريس. وذكر ان المبنى الخاص به «قديم، وصمم في الأصل كمصنع، وهو ليس مهيئاً للدراسة، والقاعات غير مؤهلة لأن تكون فصولاً دراسية للطلاب. علاوة على نسبة العرب الكبيرة، خصوصاً السعوديين في القاعات الدراسية»، مردفاً انه «في بعض الأوقات، يصعب على عضو هيئة التدريس شرح إحدى المفردات باللغة الإنكليزية، فيستعين بأحد الطلاب لشرحها باللغة العربية». وأجمع عدد كبير من الطلاب، على تقديم اقتراح إلى الملحقية الثقافية السعودية، بالموافقة على قبول الطلاب السعوديين في المعاهد الأخرى في الولاية، وعدم إلزامهم بهذا المعهد، الذي أصبح هاجسه الوحيد «جمع أكبر قدر ممكن من الرسوم الدراسية، ويعتمد على الكم وليس الكيف»، داعين إلى «إرسال أحد موظفي الملحقية، لتقييم هذا المعهد».