رجا أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، الله ألا تهطل خلال موسم حج هذا العام أمطار بكميات كبيرة تنتج منها سيول عارمة تكون أكبر من طاقة الإمكانات المتوافرة، مشيراً إلى نجاح وزارة الشؤون البلدية والقروية داخل المشاعر المقدسة في هذا الصدد حتى الآن من واقع نجاح التعامل مع تصريف الأمطار التي هطلت أخيراً على مكةالمكرمة، والمشاعر المقدسة، مستدركاً أن هناك كوارث إذا حدثت فإنه ليس لنا إلا العمل الجاد على تلافيها. وشدد الأمير خالد الفيصل خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس (السبت) في مقر إمارة منطقة مكةالمكرمة في مشعر مزدلفة أن مشاريع تصريف السيول في كل من مكة ومزدلفة وعرفات كان لها الأثر الكبير في تصريف الأمطار التي هطلت على المشاعر المقدسة وعلى مكة في الأيام السابقة ودلت على نجاح هذه المشاريع. وحول حملة «لا حج بلا تصريح» ومدى نجاحها، أكد أمير مكة أن تصاريح الحجاج آتت أكلها، بدليل استفادة 112 ألف حاج منها حتى الآن، بينما لم يتجاوز الرقم العام الماضي 51 ألفاً، أي بزيادة فاقت ال120 في المئة، وقال: «معنى هذا الأمر أن الحملة نجحت، وأن المواطن والمقيم تجاوب مع هذه الحملة ولهم كل الشكر والتقدير». وكرر الفيصل رجاءه للجهات المسؤولة والمواطنين حول أهمية تضافر الجهود لبحث الحلول للقضاء على مشكلة الافتراش، مضيفاً: «أتمنى أن يستمر هذا التعاون حتى نستطيع القضاء على مشكلات الازدحام والفوضى في بعض الأحيان في بعض المناطق داخل المشاعر المقدسة خصوصاً في موضوع الافتراش الذي أرجو أن تتضافر جميع الجهود من جميع الجهات المسؤولة أو المواطنين والمقيمين لوضع الحلول الناجعة للانتهاء من هذه المشكلة إلى الأبد أن شاء الله». ودلف الأمير إلى إمكان أن تكون هناك زيادة في المساحات المخصصة لصحن الطواف داخل المسجد الحرام، مؤكداً أن هناك أفكاراً ودراسات قدمت إلى الجهات العليا، ونوقشت كذلك من هيئة كبار العلماء ستنتهي قريباً، راجياً من الله أن يكون هناك حل عاجل وناجع لمشكلة الخيام ومشكلة الإسكان في منى في القريب العاجل. وعن ظاهرة الباعة الجائلين أوضح أمير منطقة مكةالمكرمة أن كل مشكلة في الأراضي المقدسة خصوصاً في هذه الأيام المباركة لا بد أن تدرس وأن يوجد لها حل، وزاد: «ليست هناك مشكلة ليس لها حل، المهم أن نكون جادين فعلاً في إيجاد الحلول وفي تنفيذ مشاريع هذه الحلول». وفي سياق ذي صلة، كشف عدم تداخل مشروع قطار المشاعر مع مشروع النقل الترددي، مطمئناً بأنه لن يتم إلغاؤه، بل ستكون آلية المشروع مستمرة، مبيناً أن هذا العام شهد انطلاق المرحلة الثالثة منه، وأنه سيكون هناك تنسيق تام بين كل الإدارات، ملمحاً إلى أن مشروع توسعة المطار لا جديد فيه حتى الآن، لكنه استدرك أن هناك بعض الدراسات والأفكار المطروحة في هذا الشأن. ولفت الأمير خالد الفيصل إلى أن هذا العام أنجزت خلاله مشاريع كثيرة حققت مكاسب عظيمة للمواطن والمقيم ولضيوف الرحمن أهمها مشروع قطار المشاعر المقدسة مع أنه سيعمل هذا العام بطاقة محدودة تصل إلى حوالى 35 في المئة من طاقته الإجمالية، لكن سيكون له الأثر الكبير في خدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى الانتهاء من المرحلة الأخيرة لمشروع جسر الجمرات، وتابع في هذا الصدد: «شاهدنا هذا اليوم (أمس السبت) آخر مراحل تطوير هذا الجسر وهناك أيضاً مشروع الإسعاف الطائر الذي يعمل على إنجازه الهلال الأحمر في المملكة، وكذلك مشروع مواقف السيارات الذي تنفذه وزارة النقل في الوادي الأخضر وفي «دقم الوبر»، إلى جانب ازدواج الطريق في مدخل عرفات من طريق السيل». وأردف: «انتهت كذلك جميع الأعمال في صالات الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز في جدة، التي سيكون لها أكبر الأثر في تسهيل نزول الحجاج من الطائرات ونقلهم بوسائل النقل الأخرى إلى أماكنهم المخصصة لهم»، موضحاً أن المشروع الأخير أسهم في قصر المدة التي أصبحت الآن لا تستغرق أكثر من حوالى الساعة والنصف فقط بعد أن كانت تستغرق أربع إلى خمس ساعات في الماضي، مشيراً إلى أن هناك مهمات أخرى للهلال الأحمر في كل من «المويه» و«وادي قديد» و«الشميسي» و«الليث»، مؤملاً في تحقيقها الهدف الذي أنشئت من أجله. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل جال صباح أمس (السبت) على عدد من المواقع والمشاريع الحيوية التي تشهدها المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومزدلفة، كما ترأس اجتماعاً للجنة الحج المركزية في مقر إمارة منطقة مكة في مشعر مزدلفة. واستهل أمير مكة جولته التي بدأت في ال10.30 صباحاً بالطريق الترددي لحجاج تركيا ومسلمي أوروبا، وشاهد ما وصل إليه هذا المشروع من قفزات كبيرة، ثم واصل جولته وشاهد استعدادات الجهات الأمنية والخدمية المختلفة لموسم حج هذا العام. تلا ذلك، توجهه ومرافقيه إلى محطة قطار المشاعر المقدسة في مشعر عرفات، وشاهد معرضاً يضم أبرز الصور عن المشروع وما تم إنجازه خلال الفترة الأخيرة، ثم استقل عربة القطار التي نقلته إلى مشعر منى في مدة لم تتجاوز ال15 دقيقة تقريباً. وضمن الجولة، وقف أمير مكة على آخر مراحل مشروع منشأة الجمرات العملاق الذي تم الانتهاء منه تماماً خلال هذا العام، وأصبح متاحاً لجميع الحجاج، ومن ثم توجه إلى مشعر مزدلفة مترئساً اجتماع لجنة الحج المركزية.