هنّأ رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الطلاب الذين فازوا في الانتخابات الطالبية في جامعتي اللويزة واليسوعية، وخاطب الذين حضروا منهم الى معراب مساء اول من امس، من بيروت وجبل لبنان وشرق صيدا وزحلة والشمال، لإهدائه «الانتصار» الى جانب طلاب من تحالف «قوى 14 آذار»، قائلاً: «عملياً أنتم تمثلون نموذجاً مصغّراً عن لبنان، فصحيح ان البلد يمر في ظروف صعبة ودقيقة لكن عندما يدعمنا شارع لديه هذه الحماسة والحيوية وهذا النبض فلن يهمّنا أي أمر آخر». ورأى جعجع ان «الانتصار الذي حُقق ليس انتصاراً طالبياً فقط، ففي ظل ادّعاءات الفريق الآخر الذي لم يملك يوماً شيئاً جدّياً لطرحه وكان يُصدر الدعايات تلو الأخرى، كان من الصعب مواجهته لأنه لا يُمكن مواجهة الدعاية إلا بأخرى ولم نكن في يوم من الأيام جماعة دعاية، واستمرّت دعاياتهم حتى وصلنا الى نتائج الانتخابات النيابية وها هي انتصارات الانتخابات النقابية والطالبية تتوالى لتبيّن زيف ادعاءاتهم». واعتبر جعجع أن «نتائج هذه الانتخابات تؤكد ان الرأي العام أصبح بأكثريته معنا، ما يعني انه ليس مقتنعاً بالطروحات الأخرى بل بطروحاتنا»، لافتاً الى ان «هذا الرأي العام اختار النظام على الفوضى، والجديّة على الغوغائية، ولبنان على اللالبنان»، والسيادة على اللاسيادة، والدولة على ما هو خارج الدولة، والاستقلال على الوصاية، وطروحات 14 آذار والقوات اللبنانية على كل الطروحات». وتمنّى جعجع على (رئيس تكتل «التغيير والاصلاح») النيابي ميشال عون «لو أنه يُصغي الى صوت الرأي العام فيتصرف على هذا الأساس، وإلا سيستفيق في احد الأيام ولن يجد أحداً معه، وسنكون راضين اذا ما استمع الى صوت الرأي العام إذ يهمّنا ان تصل القضية وليس نحن، فإذا انتصرت القضية من خلالنا أو من خلال غيرنا فالمهمّ ان تتحقق»، لافتاً الى ان «القوات اللبنانية ليست حزباً بالمعنى الضيّق للكلمة، بل لدينا تصوّر للبنان نريد تحقيقه، وفي ظل وجود اي مجموعة ستقف في وجه تحقيق تصورنا سنستمر بالنضال حتى الوصول الى لبنان الذي نريد أن نعيش فيه». وشدّد جعجع على ان «المواجهة التي نخوضها صعبة ودقيقة ولكن بوجود طلاب كهؤلاء من سيخاف المواجهة، فالقوة العسكرية هي آخر أنواع القوة المُسمّاة بالقوة الغشيمة لأنها أضعف نوع من أنواع القوة الماديّة، أما أهم نوع من القوة فهو قوة الارادة والنفس والقوة الروحية التي لا يستطيع أحد أن يقهرها وعندما نصل الى هذا المستوى لا سلاح في العالم يستطيع التأثير علينا وهذا ما يحصل في الوقت الحاضر»، مضيفاً: «ترون من يملكون السلاح كيف هم متوترون ومحتدّون ويهددون ونحن في المقابل نجيبهم بكلمة بسيطة توازي كلّ الكلام الذي يقولونه، ومهما حاولوا لن نغيّر رأينا». وتابع: «يسألني البعض: ماذا لو نزلوا الى الشارع؟ فأجيبهم بكل بساطة فلينزلوا الى الشارع ماذا سيحصل؟ فإذا بقينا ثابتين على مواقفنا، فهل سيبقون في الشارع؟ فالأهم ألا يُخيفنا أحد أو يكسر إرادتنا». وأكّد جعجع انه «من خلال التحالف القائم بين المسلمين والمسيحيين داخل قوى 14 آذار، الذي يعتبره البعض خارجاً عن الطبيعة والمألوف في تاريخ لبنان، بإمكاننا ان نربح أي شيء، فهذا التحالف هو العائق الأساسي في وجههم وبالطبع ارادتنا الصلبة ومن خلالها فشلوا في تقسيمنا الى افرقاء».