رحب عدد من المثقفين السعودية باختيار ماليزيا ضيف شرف على الدورة المقبلة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، مؤكدين أهمية الانفتاح على الدول الآسيوية «التي أصبحت تمثل نموذجاً للرقي الحضاري والتطور في ميادين مختلفة». وقال هؤلاء في مواقع التواصل الاجتماعي عقب نشر الخبر، إن ماليزيا نجحت في تأكيد نفسها وترسيخ ثقافاتها ورؤيتها الحضارية للعالم من خلال تبني عدد من الخيارات والأهداف التي جعلت منها في خاتمة المطاف، إحدى أبرز الدول المتقدمة في العالم. ولفت هؤلاء إلى أنه آن الأوان لنصغي إلى التجربة الماليزية ونفيد من الجوانب الإيجابية فيها، مضيفين أن الانفتاح على تجارب آسيوية وغير آسيوية جديدة، «من شأنه أن يثير تجاربنا ويعمق أساساتها، ويجعلنا على اطلاع بما يقدم في التجربة الإنسانية». واعتبروا أن اختيار ماليزيا محطة مهمة في تاريخ معرض الرياض الدولي للكتاب، «تنم عن رؤية جديدة ومهمومة بالبحث عن النماذج الخلاقة وتقديمها للجمهور العريض». وكان المشرف على وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالرحمن العاصم قال: «إن الهوية البصرية للمعرض في دورته الحالية، هي رؤية المملكة 2030، التي سترافق زوار المعرض، بدءاً من البوابات الرئيسة ومسميات الممرات وجملة من الفعاليات الثقافية والفنية»، مضيفاً أن دولة ضيف الشرف هذا العام هي الجمهورية الماليزية، وأنها ستقدم جملة من الفعاليات والأنشطة التي تبرز الجانب الثقافي الماليزي. وعن استعدادات الوزارة لهذه التظاهرة الثقافية الوطنية، أكد الدكتور العاصم، الذي يقوم بمهمة الإشراف العام على المعرض، أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية التي «تتشرف بالإعداد والتجهيز لهذا الحدث الثقافي الدولي اعتادت على بدء الإعداد لكل نسخة جديدة للمعرض بعد نهاية النسخة السابقة مباشرةً، عبر تقويم العمل وبحث السبل والآليات الممكنة لتطوير العمل والاستمرار بدفعه إلى الأفضلية»، مبيناً أن ذلك يتم من خلال لجان متعددة ومتخصصة، «تمثلها فرق عمل وطنية شابة، تتمتع بالمهنية والخبرة»، مشيراً إلى عدد من الاجتماعات التي عقدت الفترة الماضية وترأسها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي. وأفاد بأن اللجان العاملة تعمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة لانطلاقة المعرض في الثامن من آذار (مارس) المقبل ويستمر عشرة أيام برعاية خادم الحرمين الشريفين في مركز المعارض والمؤتمرات بالرياض، بمشاركة 550 جهة تم قبولها من بين 1500 جهة تقدمت بطلب المشاركة. وأكد العاصم أن وزارة الثقافة والإعلام أوكلت إدارة المعرض هذا العام إلى سلطان الفقير، والدكتور خالد أبوهتلة نائباً للشؤون الإدارية، ومحمد العتيبي للشؤون الثقافية، وسعيد الدحية الزهراني نائباً ومشرفاً على لجنة الإعلام والمعلومات، والدكتور صالح المحمود مشرفاً على اللجنة الثقافية. وفي ما يتعلق بجديد معرض الكتاب 2017 قال العاصم: إن المعرض في دورته الحالية «استحدث عدداً من اللجان الجديدة، مثل لجنة المبادرات الشبابية، ولجنة الاستثمار، ولجنة التسويق، وغيرها من اللجان التي بلغت 18 لجنة، إذ يتضمن المعرض في دورته الحالية أجنحة خاصة لتطوير الخدمات الإعلامية والصحافية، وجناحاً سيتم تخصيصه لهيئة الصحافيين السعوديين، إضافة إلى جناح آخر للفنانين، كما سيحوي المعرض خدمات جديدة ومبادرات إبداعية تقدم المرة الأولى هذا العام لمرتاديه، لافتاً إلى أن وزارة الثقافة والإعلام ستقدم خدمة فسح الكتب إلكترونياً وفي شكل مباشر داخل أروقة المعرض، إذ تأتي هذه الخطوة تشجيعاً لنشاطي التأليف والنشر، ويتم إفادة المؤلف والناشر بملاحظات الوزارة على النسخة إلكترونياً، وعلى بريده الإلكتروني المسجل، كما تأتي هذه ضمن باقة من الخدمات الإلكترونية، ومنها نظام التراخيص الإعلامية ونظام الفعاليات والمعارض الفنية، وخدمة رفع المخالفات الإعلامية، وغيرها من الخدمات التي تقدمها الوزارة، سعياً منها لمواكبة التطورات الحديثة، والاعتماد على تقنية المعلومات في تسيير جميع أعمالها، والتوجه إلى الأعمال الإلكترونية.