لم يميز الهجوم "العنيف جداً" الذي شنّه قسم من جمهور بوروسيا دورتموند على مشجعي الفريق الزائر لايبزيغ السبت بين رجل أو طفل وامرأة، وفق ما ذكرت الأحد الشرطة التي اعتقلت 28 شخصاً. واحتشد 81360 مشجع السبت لمشاهدة دورتموند يفوز على ضيفه لايبزيغ ثاني ترتيب الدوري 1-صفر، إلا أن ما حصل خارج ملعب "سيغنال ايدونا بارك" قبيل انطلاق المباراة كان بعيداً عن الروح الرياضية، إذ تعرض مشجعو الفريق الزائر والذين بلغ عددهم زهاء 8500 شخص، لهجوم شرس من قبل نظرائهم. وكشفت الشرطة في بيان أنه "قبيل انطلاق المباراة وفي منطقة ستروبيلاليه (خارج الملعب)، تعرض مشجعو لايبزيغ لوابل من الحجارة والعبوات من مشجعي بوروسيا دورتموند". ولم يفصح لايبزيغ لوكالة "سيد" الألمانية الرياضية، التابعة لوكالة "فرانس برس"، عن عدد الإصابات في صفوف مشجعيه. إلا أن بعض الشهود تحدثوا عن رؤية 10 مسعفين على أقل تقدير يعالجون مشجعي الفريق الزائر. واستخدمت الشرطة رذاذ الفلفل والهراوات واعتقلت بعض المشجعين بتهم حيازة مواد متفجرة، الاعتداء، الايذاء الجسدي الخطير، تعكير السلم، السلوك المهين ومقاومة الاعتقال. وتابعت شرطة دورتموند "بالمجمل، كان ثمة الكثير من العدوانية والعنف من قبل أنصار دورتموند، وكانا موجهين ضد أي شخص يتعرفون عليه كمشجع للايبزيغ، بغض النظر عما اذا كانوا اطفالاً صغاراً، نساءً أو عائلات". وواصلت "وجراء هذه الاحداث، اصيب اربعة ضباط وكلب شرطة". وأعرب دورتموند عن "اسفه العميق بشأن اعمال الشغب"، وتمنى الشفاء العاجل لمشجعي لايبزيغ المصابين. ولا يحظى لايبزيغ باعجاب واسع في المانيا، إذ أن معظم متابعي كرة القدم ينظرون إليه على أنه انشىء بهدف الترويج لمشروب الطاقة ريد بول، الشركة التي تملك الفريق. ووصل الأمر بالمدير التنفيذي لبوروسيا دورتموند هانتس-يواكيم ليصف هذا الموسم لاعبي لايبزيغ ب"العبوات"، في اشارة لعبوات مشروب الطاقة. والأرجح أن فاتسكه اصيب بالإحراج بعد خسارة فريقه امام لايبزيغ 1-صفر في أيلول (سبتمبر) على ملعب "ريد بول ارينا"، إلا أن دورتموند استرد اعتباره على الرغم من أنه ما زال متخلفاً عن الوافد الجديد إلى دوري الاضواء بفارق 8 نقاط، وعن غريمه بايرن ميونيخ المتصدر وحامل اللقب بفارق 12 نقطة. وينظر إلى المدير الرياضي رالف رانيك الذي هوجم السبت باليافطات المرفوعة ضده من قبل جماهير دورتموند، على أنه صاحب فضل رئيسي في وصول النادي إلى ما هو عليه، بعد اربعة اعوام على بدئه العمل معه حينما كان لا يزال في الدرجة الرابعة. وسبق لرانيك أن اختبر مساراً مشابهاً لوضع لايبزيغ الحالي، إذ تولى خلال موسم 2008-2009 تدريب هوفنهايم الذي هزم بايرن ميونيخ وتربع على الصدارة فترة، قبل أن ينهي الموسم في المركز السابع. ويرى رانيك أن السبب الذي يدفع جماهير الفرق الاخرى إلى الامتعاض من امثال لايبزيغ هو "أنه كلما أتى فريق جديد (إلى الدرجة الاولى)، ترى فيه جماهير الفرق المنافسة خصماً وعدواً. الأمر كان مشابهاً في هوفنهايم. لم نكن محبوبين في الدرجة الثانية، ثم ازدادت الكراهية عندما صعدنا إلى الدرجة الاولى".