يعتزم بنك «باركليز» إصلاح عملياته الإدارية في إطار خطة إعادة هيكلة لمساعدته على التوافق مع القواعد الجديدة لما بعد الأزمة المالية والتي تلزم البنوك البريطانية عزل أنشطة التجزئة المصرفية عن العمليات عالية الأخطار. وقال «باركليز» إنه أسس شركة جديدة ستعمل كوحدة مستقلة لتقديم خدمات الدعم لنشاطيه الرئيسين التجزئة المصرفية والأنشطة المصرفية الاستثمارية عندما يتم فصلهما رسمياً. وتهدف قواعد العزل إلى تفادي تكرار أزمة 2008 حينما هددت رهانات مصرفية رديئة ودائع العملاء. وعلى رغم أن «باركليز» لم يكن من بين البنوك التي احتاجت إنقاذاً بأموال دافعي الضرائب البريطانيين فإن القواعد الجديدة ستطبق على جميع البنوك في البلاد والتي تقدم خدمات الأفراد أو أعمال بنوك الاستثمار أو الأنشطة المصرفية التجارية. وقالت مصادر مطلعة إن «باركليز» يهدف إلى أن تستمر وظائف الدعم المهمة في العمل بسلاسة إذا واجه أحد النشاطين الرئيسين صعوبات مع مواصلة خفض التكاليف من خلال تفادي وجود وحدات إدارية منفصلة عدة. وسيؤثر الإصلاح، الذي يتضمن إقامة شركة جديدة تعرف داخلياً باسم «سيرفكو»، على معظم العاملين في أنشطة الإدارة ل «باركليز» في 17 دولة في أنحاء العالم والذين يزيد عددهم على عشرة آلاف موظف. وسيتضمن توحيد عمليات البنك الضخمة في الهند وجنوب أفريقيا التي تقدم الدعم التكنولوجي وإدارة البيانات مع وظائف مثل المتطلبات التنظيمية وعلاقات الشركات والشؤون القانونية والموارد البشرية. وقالت المصادر إن الإصلاح سيتضمن أيضاً تغييراً في المسمى القانوني الذي يعمل بعض الموظفين في إطاره وربما الاستغناء عن بعض الوظائف. وامتنع «باركليز» عن التعليق على الخفض المحتمل في الوظائف أو كلفة إعادة الهيكلة. وعلى رغم ذلك قالت مصادر على دراية مباشرة بالخطة إن الإصلاح سيمتص جزءاً كبيراً من بليون جنيه إسترليني (1.25 بليون دولار) قال «باركليز» إنها تشكل كلفة التوافق مع قواعد العزل. ويسلط التغيير الهيكلي الضوء على معاناة البنوك البريطانية في سعيها للتوافق مع القواعد التي يبدأ تطبيقها في 2019. وتعمل بنوك بريطانية أخرى وفق نماذج مماثلة. إذ نقل «أتش أس بي سي» 18 ألف موظف إلى شركة خدمات مقرها بريطانيا في 2015 بحسب إفصاح من البنك في إطار خطوة لفصل عمليات الإدارة امتثالاً للقواعد الجديدة. ويخطط «أتش أس بي سي» إلى جعل برمنغهام مقراً لعملياته في بريطانيا في التجزئة المصرفية والأنشطة المصرفية التجارية ونقل حوالى ألف من موظفيه في لندن إلى هناك. لكن «باركليز» سيبقى على مقر النشاطين الرئيسين في مبناه في كناري وارف في لندن. وسيشرف رئيس العمليات في «باركليز» بول كومبتون على تأسيس الشركة الجديدة التي سيكون اسمها الرسمي «باركليز سيرفيسيز ليمتد». وقال كومبتون «بداية نريد استخدام قواعد العزل المقبلة في دعم الخبرة المصرفية لعملائنا وزبائننا ويعد تأسيس الشركة خير مثال على أننا نستطيع ذلك». وامتنع عن التعليق في شأن عدد الذين سيعملون في الوحدة الجديدة. وقال اثنان من المصادر إن بعض العاملين بالأنشطة الإدارية في حيرة من أمرهم في شأن الكيان الذي سينتمون إليه وأبدوا قلقهم من فقدان وظائفهم. وأضافا أن الهيكل الإداري ل «سيرفكو» سيتشكل بحلول نيسان (أبريل) على أن يبدأ العمليات بحلول أيلول (سبتمبر). وكومبتون الذي انضم إلى «باركليز» في أيار (مايو) 2016 أحد المسؤولين المصرفيين البارزين السابقين في «جي بي مورغان» الذين عينهم الرئيس التنفيذي ل «باركليز» جيس ستالي الذي أدار من قبل وحدة الأنشطة المصرفية الاستثمارية للبنك الأميركي حتى 2013.