منذ نهاية المسلسل الأميركي الشهير «الهروب الكبير»، غابت الأعمال التلفزيونية الضخمة عن قناة «فوكس»، التي فضّلت التروي قبل إطلاق مشاريعها المهمة، والتي يبدو أن القناة باتت قريبة من قص شريطها، وذلك من خلال مسلسلها الجديد «ذا ووكنك ديد» أو «الأموات الأحياء» فالعمل يعيد بطلة مسلسل «بريزن بريك» سارا كليز من جديد للشاشة، إذ تلعب إلى جوار أندرو لنكن بطولة العمل الجديد. المسلسل الذي أحيط بسرية شديدة طوال الفترة الماضية، حصلت «الحياة» على فرصة مشاهدة الحلقة الأولى منه بشكل حصري. وللمرة الأولى على الفضائيات غير المشفرة، يعرض عمل تلفزيوني أميركي في العالم العربي بالتزامن مع عرضه في أميركا، إذ تطلق قناة «فوكس سيريس» العربية العمل غداً الأحد، من خلال حلقة تمتد لساعة ونصف الساعة. وتظهر من خلال أحداث الحلقة الأولى وبشكل واضح، الموازنة الضخمة التي تم تخصيصها للعمل، فالمسلسل الذي تدور أحداثه حول انتشار وباء يسهم في تحويل البشر إلى «زومبيز»، ما يسهم في فناء البشرية، يصور مشاهد لتفجيرات هائلة في مناطق بارزة من أميركا وبشكل تقني مبتكر، وتأتي الاستعانة بمثل هذه التقنيات كتجربة نادرة الحدوث على مستوى التلفزيون، ما يبعث مؤشرات صريحة بأن في الحلقات الأخرى ما أهو أهم وأكثر تأثيراً. وتنقل الحلقة الأولى للعمل الأحداث بطريقة مبسطة وغامضة تسهم في رفع معدلات التشويق، إذ تسلط الضوء على حياة شرطي يتعرض لطلق ناري يؤدي إلى غيابه عن الوعي لأيام، ليكتشف فور إفاقته أن العالم من حوله تغير وبات مهاجماً من وحوش لا يعرف حقيقتهم، وفي رحلته للبحث عن عائلته يكتشف بالتدريج بعض التفاصيل التي غاب عنها طوال فترة وجوده داخل المستشفى المهجورة. «الأحياء الأموات» ينجح في جذب المشاهد بشكل سريع، كونه يسلط الضوء على الخوف الذي تعيشه شخصية البطل «ريك» في ظل حاجته الدائمة للتزود بالأسلحة، ومحاولة المحافظة عليها لحماية نفسه، كما يظل ريك طوال أحداث الحلقة الأولى في حال ترقب لهجوم منتظر. br / الحلقة الأولى وعلى رغم ما تكشفه من تفاصيل، إلا أنها تبقي المشاهد في حيرة كبيرة من حقيقة أحداثها، إذ يبدو أن كتّاب العمل يحاولون المحافظة على الكثير من التفاصيل للحلقات الأخرى، بهدف الإبقاء على عنصر التشويق لأطول فترة ممكنة. يساعد القائمين على العمل تكرار الفكرة في أكثر من فيلم سينمائي، أبرزها «أنا أسطورة» الذي لعب بطولته ويل سميث في العام 2008، لكن المأخذ الذي وجده الكثير من النقاد على الأفلام التي تحمل القصة ذاتها هو عدم قدرة الفيلم من خلال ساعتين فقط على تصوير كل جوانب الحياة التي تعيشها الشخصية، وهي النقطة المهمة التي تسجل لمصلحة النسخة التلفزيونية، فمن خلال حلقات متعددة يمكن للكتاب تغطية مساحة القصة كاملة بأحداث مهمة ومحورية في حياة أبطال يعيشون تحت التهديد طوال المسلسل.