عندما تقترب من ابن «الازروي» الأصلع تجد الكبرياء الذي يحمل في طياته الكثير من علامات الاستفهام، خصوصاً أن الكثير من معارضيه يرفضون الطريقة التي يتعامل بها المدرب والتر زينغا مع النصراويين داخل الملعب وخارجه فخارج الملعب هناك انقسام حاد بين أنصار النادي حول استمراره مع الفريق، أما في المستطيل الأخضر فلا صوت يعلو على صوت زينغا، لأنه زرع الانضباطية بين اللاعبين وجعل من الفريق الأكثر تنظيماً ولاعبيه الأكثر دقة وانتظاماً في التدريبات. الإيطالي زينغا تجاوب مع «الحياة» لإيضاح الكثير من الخفايا في عمله التدريبي في عامه الأول مع نادي النصر، غير أن ذلك لم يكن كافياً لأنه تعامل مع أسئلة «الحياة» كما يتعامل الإيطاليون مع المباريات الكروية المهمة، فالدفاع هو المنقذ الوحيد لهم للظفر ب «الغنيمة»، وما بين سؤال وآخر أبدى زينغا امتعاضه من بعض الأمور التي تحدث في الدوري السعودي، وشدد على أنه يستغرب تجاهل مدرب المنتخب الأول البرتغالي بيسيرو لمدربي الأندية، لأخذ مشورتهم في قرارات عدة، كما فضل الإيطالي عدم الإجابة عن الكثير من التساؤلات، خصوصاً رحيل المدير العام لكرة القدم سلمان القريني، فإلى تفاصيل الحوار: مع اقتراب القسم الأول من دوري زين من الانتهاء، هل حققت ما تصبو إليه في الدوري؟ - بالتأكيد الفريق قدّم مستويات جيدة، وهو حالياً في مركز الوصافة، وفي مثل هذا الدوري من الصعب أن تصل إلى كامل الطموحات بسهولة، لأن الفرق التي تنافسك لديها إعداد جيد، ونحن في الطريق الصحيح وهذه نقطة يجب أن تسجل لمصلحتنا. تتحدث عن أن النصر في الطريق الصحيح، هل التعادل في خمس مواجهات اثنتين منها أمام الصاعدين هو منتهى الطموح بالنسبة إليك؟ - سأجيب عليك بطريقة أخرى، الآن متصدر الدوري الإيطالي هو لاتسيو، وأيضاً في الدوري الألماني والفرنسي المنافسين الآن من الفرق الصغيرة والتي صعدت هذا الموسم، وكرة القدم لا تعترف بمعايير معينة ومن يقدم المستوى المميز في الملعب يستطيع كسب أي مواجهة. الدوري السعودي في هذه المرحلة تحديداً، هل كان على قدر توقعاتك المنهجية التي وضعتها قبل بداية الموسم؟ - أشرفت على أندية عدة في البطولات الأميركية والصربية والتركية، إضافة إلى الدوري الإماراتي، ومن غير المنطقي مقارنة أي دوري مع آخر في ظل اختلاف المدارس الكروية واختلاف مواعيد المباريات من بلد لآخر، وفي الدوري السعودي رأيت أشياء لم أشاهدها في أي دوري آخر، فمثلاً الحارس يستطيع أن يجلس أكثر من عشر دقائق ليضيع وقت المباراة، كذلك حكم مباراة يطرد لاعباً ويحتسب هدفاً هو مشارك في صناعته (يقصد هدف التعاون في مرمى النصر)، وفي بعض الأحيان تأتيك هدايا من فرق أخرى وأنت غير متوقع لها، إضافة إلى أن فريقك تتم مجازاته بأشياء لم يعملها. مع مطلع تسلمك للفريق بنهاية استحقاقات الموسم الماضي ذكرت أن المهاجم سعد الحارثي يمثل لك قيمة كبيرة كما هو الكاميروني ايتو في انتر ميلان، هل سعد حالياً على قدر هذا الحلم الذي رسمته له؟ - يجب ألا نأخذ الأمور حرفياً، وما قلته بحق سعد كان حافزاً له، خصوصاً أنه من أقدم اللاعبين في الفريق، وأرجو أن تعفيني من الإجابة عن هذا السؤال، لأني لا أود الحديث عن أمور خاصة تتعلق باللاعبين. عدم الثبات على تشكيلة معينة، ربما كان أبرز السلبيات في الفريق النصراوي هذا الموسم، ما أسباب ذلك؟ - هل هناك قانون يفرض على المدربين عدم التغيير، أنا لا تهمني الطريقة التي يفكر بها البعض، وهذه آراء يجب أن تحترم، وكمدرب لي طريقتي في التدريب، وفي النهاية أنا المسؤول الأول والأخير عن ذلك. هل أنت مقتنع بالمستويات التي يقدمها الرباعي الأجنبي مع الفريق؟ - راضٍ عن اللاعبين كافة سواً محليين أم أجانب. الروماني رزافان أحد اختياراتك الفنية، وصفه البعض بأنه من أضعف اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، على رغم أنه كلف خزانة النادي قرابة المليوني يورو؟ - (رد بغضب)، هل أنت متأكد مما تقول، رزافان لم يتقاض نصف المبلغ الذي ذكرته، وأتمنى ألا تجعلني أنهي الحوار بسبب هذه الأسئلة «المزعجة». ذكرت في أحد المؤتمرات الصحافية أنك ستعمل على انتداب أحد المدربين المتخصصين في الكرات الثابتة، ولكن ذلك لم يكن حاضراً على أرض الواقع، هل هو عدم اقتناع إداري بذلك؟ - هذه مشكلات تخصني، وإدارة النادي غير مسؤولة عنها، والأسباب احتفظ بها لنفسي. الكرة الإيطالية معروف عنها «التميز» في الطرق الدفاعية، لكن مع تكتيكك الحالي أصبح من السهل الوصول لمرمى النصر، ما رأيك في ذلك؟ - من حق الجميع أن ينتقد أو أن يتحدث في ما يراه، وأرى عكس ذلك فالفريق يسير وفق منهجية جيدة، وخط الدفاع جيد ومنظم، ولا أتفق معك على ما ذهبت إليه في هذا السؤال. هل بدأت التفكير من الآن في الاستحقاق الآسيوي؟ - البطولة من ضمن الاستحقاقات المهمة التي سنخوضها في المرحلة المقبلة، وتفكيرنا حالياً منصب على الدوري فقط، ونحن نعمل باتفاق مع الإدارة النصراوية التي وفرت لنا سبل النجاح كافة. رحيل المدير العام لكرة القدم سلمان القريني، هل أثر في العمل الجماعي الذي تقومون به؟ - لا أود الإجابة عن هذا السؤال. يبدو أن لديك بعض الفتور في العلاقة مع الإعلام السعودي، وهذا ما يبدو لي من خلال إجاباتك، هل لكثرة الانتقادات التي توجه لك دور في هذا الأمر؟ - لا، وعلاقتي مع الجميع أتمنى أن تكون مميزة. تأخر صرف رواتب اللاعبين، هل سبّب لك معضلة مع اللاعبين؟ - هذا السؤال يجب أن يوجه للاعبين وهم الأعرف بذلك، وبالتأكيد المال هو جزء من الحياة، وهل تظن أن اللاعبين عندما أعدهم بمكافآت مجزية يقدمون الأفضل؟ اللاعب المحترف عندما يدخل أرض الملعب يجب أن ينسى كل شيء وعليه التفكير في تطبيق خطط المدرب وما هو مطلوب منه من مهام. بروز ريان بلال في الجولات الأخيرة، سجل كأبرز الإيجابيات التي تحسب لزينغا، هل كنت تتوقع أن يحدث ذلك؟ - عندما بدأنا الإعداد للموسم الحالي في إيطاليا كانت هناك علامة استفهام على ريان بلال ومحمد عيد بسبب عدم جاهزيتهما الطبية، إذ كان ريان يعاني من إصابة في فقرات الظهر، وعملنا كجهاز فني بالتعاون مع الجهاز الطبي على إعادتهما بكامل عافيتهما الى التدريبات، والثنائي عاد وسجل نجاحات جيدة، إضافة إلى عبدالله القرني الذي بدأ في العودة تدريجياً بعد زوال العارض الصحي، وأنا سعيد لأني امتلك خيارات عدة في كل خطوط الفريق، وبروز ريان في الفترة الحالية طبيعي، لأنه لاعب يملك الروح القتالية، وأفضّل هذه النوعية من اللاعبين. تداولت الأخبار طلبك من الإدارة البحث عن جهاز طبي جديد بعد تفشي الإصابات بين اللاعبين، ما حقيقة ذلك؟ - للأسف الكثير من الأخبار التي تصدر بين الحين والآخر لا تحمل «الصدقية» وهذه السلبية ليست موجودة فقط هنا في السعودية، ولكن في الكثير من البلدان، وأتمنى من أي شخص لديه معلومة ويريد التأكد منها أن يحضر إلى النادي ويطرح استفساراته، وسأكون متعاوناً معه وأفند له الحقائق كافة. وجود إبراهيم غالب في مركز الظهير، ربما يعجل بنهايته كنجم كروي شاب، لأنه لم يتأقلم بعد على هذا المركز الجديد؟ - غالب قدم أدء مميزاً في هذا المركز، وشارك في مواجهتين أمام القادسية والاتفاق، ولو كنت على يقين بأنني عندما أشرك إبراهيم غالب في مركز الظهير الأيمن سنفوز فسأشركه في مواجهات الموسم كافة. بعض مدربي الأندية أبدوا امتعاضهم من المعسكرات الطويلة للمنتخب السعودي الأول في الفترة الماضية، والمدرب زينغا هل هو مع ذلك الأمر أو ضده؟ - هذه أمور يجب أن نربطها ببعضها بعضاً، أولاً أنا أعرف المدرب البرتغالي بيسيرو عندما كان يعمل في البطولة الرومانية، وحتى هذه اللحظة وأنا أتحدث لك لم يتصل بي ليستفسر عن أي لاعب سيتم استدعاؤه للمنتخب، ومن المفترض عليه كمدرب للمنتخب أن يحضر إلى مقار الأندية ومتابعة التدريبات ومعرفة جاهزية اللاعبين، وغياب التواصل أمر مزعج، وأرغب أن يكون لدي علم باللاعبين الذين سيتم استدعاؤهم في المرحلة المقبلة وقبل الفترة بشكل مناسب لكي يتم إعداد اللاعبين الآخرين، خصوصاً أن الاتحاد السعودي لديه روزنامة كاملة عن البطولات، وهذه الإشكالية لو تم حلها لكانت الحال أفضل، وربما أن بعض المدربين يأخذون بالتعليمات بعدم الدخول في أرضية الملعب حتى وأنت تتجه لمقاعد البدلاء، وعليك المشي حول المضمار للوصول إلى هدفك، وعلى بيسيرو وضع اعتبار لمدربي الأندية والتواصل معهم لكي يتحقق له النجاح، وأتمنى أن يكون هذا الأمر إيضاحاً للمدرب بيسيرو وليس انتقاداً لعمله. المرحلة المقبلة ستشهد مشاركة المنتخب السعودي في بطولة كأس الخليج في اليمن، ماذا أعد زينغا لذلك، خصوصاً أن فريقك سيشهد غياب اللاعبين الدوليين والدوري سيكون مستمراً؟ - حتى الآن لم أبلغ بانضمام أي لاعب للمنتخب، وهذه من المعضلات التي تحدثت عنها في السؤال السابق، لكي أعد البدلاء للاعبين المنضمين للمنتخب.