طهران، عمان، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – دعا رجل الدين المتشدد أحمد خاتمي الولاياتالمتحدة أمس، الى ان «تنسى الى الابد أمنية» التفاوض مع ايران، ما دامت تحكمها «النزعة الاستكبارية». وأشاد خاتمي في خطبة صلاة الجمعة في جامعة طهران، بالزيارة «المباركة» لمدينة قم التي أجراها مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي، معتبراً انها «حوّلت أجواء قم الى ربيع آخر، وأثبتت فشل مزاعم القوى الاستكبارية واذنابها في البلاد، بابتعاد الحوزة العلمية ومراجع الدين عن النظام والولي الفقيه». كما ندد ب»الشائعات المغرضة التي يبثها الاعداء لإفشال» خطة الحكومة رفع الدعم عن سلع، مشيراً الى انهم «يحاولون زرع اليأس في نفوس المواطنين ويتحدثون دوماً عن أزمة اقتصادية في ايران، فيما لو وقع 1 في المئة مما حدث أخيراً في فرنسا، لكانت الابواق الاستعمارية ضخّمت ما حدث». وقال: «على اميركا ان تدرك انه ما دامت تحكمها النزعة الاستكبارية وتعتبر نفسها حاكمة العالم، وتهاجم العراق وافغانستان وتتآمر على ايران، عليها أن تنسى الى الأبد أمنية التفاوض مع ايران». في غضون ذلك، أعرب دانيال بونيمان نائب وزير الطاقة الاميركي عن أمل الولاياتالمتحدة في تحديد موعد للمفاوضات المرتقبة مع ايران في شأن برنامجها النووي، ومكانها. وقال على هامش اجتماع لمنتدى «الإطار الدولي للتعاون في الطاقة النووية» في الأردن: «نحن مستعدون للحوار مع ايران. واستئناف المحادثات ومعالجة تلك القضايا الجوهرية، هو الصواب الذي ينبغي القيام به». واشار الى ان العقوبات «أثرت» على ايران»، مضيفاً: «لذلك يبدو ان (وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين) آشتون تلقت رداً مؤكداً من الايرانيين بمعاودة المشاركة في تلك المحادثات». وشدّد على أهمية أن «تظهر ايران امتثالها التام لكل التزاماتها»، محذراً من ان «عواقب عدم تفاوضها في شكل ايجابي ستكون مزيداً من الضغط». ولفت بونيمان الى ان فكرة تبادل الوقود ما زالت خياراً صحيحاً، قائلاً: «أريد ان أكون استراتيجياً، وأقول ان ما كان مهما العام الماضي هو ان جزءاً كبيراً من تلك المادة (اليورانيوم) التي أُنتجت في ايران، ستخرج منها، حتى نحقق فعلاً بناء الثقة في ان نيات ايران لا تتجه نحو خيار نووي عسكري. من الضروري اخراج المادة من ايران، لبناء هذا النوع من الثقة». يأتي ذلك فيما أوردت صحيفة «لوموند» الفرنسية ان واشنطن تعد عرضاً جديداً لطهران، يتضمن نقل ألفي كلغ من اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب الى روسيا لتحويله الى وقود نووي يُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية، مشيرة الى اعتراض بريطانيا وفرنسا على ذلك. ولفتت الصحيفة الى ان هذا التوجه الجديد الذي وضعه روبرت اينهورن المتخصص في شؤون حظر الانتشار النووي في الخارجية الاميركية، ناقشته واشنطن مع موسكو وبكين، قبل ان تطلع عليه لندن وباريس. ويستعيد المشروع الاميركي أيضاً، اقتراح نقل 1200 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب الى خارج ايران، لمعالجته في روسيا وتحويله في فرنسا الى قضبان وقود تُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. كما يُفترض ان تقبل ايران بالتخلي عن نحو 30 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، والمتراكم منذ مطلع هذا العام. وذكرت «لوموند» انه لم يكن من السهل على لندن وباريس ان تكونا الاخيرتين في تبلغ هذا المشروع، مشيرة الى انهما سترفضانه، اذ انه سيعطي لايران، في ما يتعلق بمفاعل «بوشهر»، بعضاًَ من الشرعية لتخصيب اليورانيوم. وأعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي «إعادة تقويم» اقتراح تبادل الوقود، مشيراً الى ان الدول الست متفقة على هذا المبدأ، لكن لا «تفاهم» حتى الان في شأن التفاصيل.