اتهم سكان منطقة الحدود الشمالية الجمعيات الخيرية في المنطقة بالإهمال في تقديم البرامج التوعوية والإرشادية، وجمع التبرعات، إذ باتت تعيش في عزلة عن المجتمع، في حين شدد رئيس جمعية خيرية في عرعر على أنه لا يوجد تعاون من جهات عدة منها المصارف، والشركات الخاصة بالرسائل، والأمانة. وقال المواطن أحمد العنزي: «أريد التبرع، بيد أنني لا أعرف كيفية الوصول إلى تلك الجمعيات، وللأسف النظام المتطوّر لا يمر على جمعياتنا التي تسير على النمط التقليدي القديم»، لافتاً إلى أن بعض الأسر في حاجة إلى من يقف معها، كونها تعيش تحت خط الفقر، ما يتطلب تضافر الجهود لانتشالها من وضعها السيئ. وأضاف أن البرد اقترب، وهذا ما يزيد من معاناة الأسر الفقيرة في المنطقة، ويجب على الجمعيات الخيرية جمع التبرعات عن طريق نظام الاستقطاع من الرواتب أو رسائل الجوال أو بطريقة تحويل عصرية، بحيث تتخلص من الطرق القديمة التي لا تتواكب مع هذا العصر. وذكر بندر الخمعلي أن الجمعيات الخيرية في منطقة الحدود الشمالية تحتاج إلى كثير من الجهد والمال كي تحقق أهدافها وتصل إلى أكبر عدد ممكن من المحتاجين، وتؤمن حاجاتهم الضرورية بكل يسر وسهولة، متمنياً منها الاهتمام بالروافد الخيرية الأخرى، مثل فائض الطعام والاستفادة منه بتوسيع خدماتها، لتواكب التطور من ناحية التنظيم. وأكد أن الجمعيات الخيرية في عرعر تعاني من العشوائية، ويجب توفير آلية سهلة وبسيطة للتواصل مع المتبرعين ورجال الأعمال، أو حتى الموظفين الحكوميين أو العاملين في القطاع الخاص من دون الحاجة إلى الطرق القديمة، إذ عليها الإعلان عن قوائمها المالية وطرق الإنفاق فيها لتزداد ثقة المتبرع. وطالب تركي العبيد بطرق سهلة تمكّنهم من التبرع في الجمعيات الخيرية في المنطقة وإيصالها للمحتاجين من دون التشديد، والتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى للوقوف مع الفقراء. من جانبه، أوضح الأمين العام لجمعية «إسهام الخيرية للإرشاد الأسري» في عرعر عيد العويش ل «الحياة»، أنه لا يوجد تعاون من المصارف والشركات الخاصة بالرسائل، وغياب تسهيلات الأمانة لتلك الجمعيات، إذ إن جميع زملائه في الجمعيات الأخرى في مدن عدة يشتكون من المشكلة ذاتها، مطالباً وزارة الشؤون الاجتماعية بالاتفاق مع جهات لتمويل المشاريع الاستثمارية للجمعيات الخيرية، وتنويع روافد الدخل، وسهولة الوصول إليها. وأضاف: «لا بد من وضع ضوابط حديثة وتتوافق مع طبيعة التطور الذي يشهده العمل التطوعي، خصوصاً أن التشديد في التعامل يعطل وصول التبرعات والهبات للجمعيات في وقتها، ما يشل نشاطات الكثير من الجمعيات التطوعية»، لافتاً إلى البحث عن وسائل متطورة للتسويق وجلب الدعم المالي، والبعد عن الوسائل التقليدية التي تغلب عليها العشوائية ويسهل فيها التحايل والاختلاس. وشدد على الاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال، إذ توجد مؤسسات خيرية داعمة للجمعيات انتهجت طرقاً متطوّرة وضمنت وصول الدعم إلى مستحقيه، ولم تكتفِ بذلك، بل تبنّت دعم مشاريع ذات أهداف، ووسائل وخططاً مدروسة وواضحة، ما جعلها تكون رائدة في هذا المجال.