أثينا، غلاسكو، برلين، باريس - أ ف ب، رويترز، أ ب – فجّرت الشرطة اليونانية طرداً مشبوهاً تلقته السفارة الفرنسية في أثينا أمس، واعتبر ال14 في سلسلة الطرود المشبوهة التي استهدفت سفارات في المدينة منذ الاثنين، أو أرسلت الى قادة أوروبيين في الخارج، وذلك بعد العثور على طردين مفخخين نُسبا الى تنظيم «القاعدة» في اليمن، وضُبِطا في دبي وبريطانيا الأسبوع الماضي. ونُسبت الطرود كلها في اليونان الى «حركة خلايا النار» اليسارية المتطرفة التي اتهم القضاء اثنين من أعضائها أمس، بالإرهاب، بعد اعتقالهما والعثور في حوزتهما على طرد موجه الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وأبلغ موظفو السفارة الفرنسية خبراء المتفجرات أمس، بالطرد المشبوه الذي زُيِّف مصدره ليبدو مرسلاً من أسقفية أثينا الأرثوذكسية، واحتوى عبوة خبئت في ثنايا غلاف كتاب لجورج سوريس، الشاعر اليوناني من القرن التاسع عشر. وفجر الخبراء العبوة بنجاح. وعلى رغم تلقي الشرطة اليونانية معلومات عن خمسة طرود أخرى مشبوهة موجهة إلى سفارات أيضاً، أكدت السلطات أنها لا تعتزم تمديد تعليق شحن رسائل البريد والطرود جواً، والذي استمر 48 ساعة وانتهى ليل أمس. في غضون ذلك، اتهم القضاء اليوناني طالب الكيمياء بانايوتيس ارغيرو (22 سنة) وييراسيموس تساكالوس (24 سنة) اللذين اعتقلا الاثنين الماضي لدى وصولهما الى شركة للبريد السريع، وفي حوزتهما طرد موجه الى ساركوزي وآخر الى السفارة البلجيكية في أثينا، ب «الانتماء الى منظمة إجرامية» و «ارتكاب أعمال إرهابية» و «حيازة قنابل ومتفجرات واستخدامها». وامتنع المتهمان عن الكلام أمام قاضي التحقيق لأنهما «لا يعترفان بإجراءات» المحاكمة، مع العلم أن ارغيرو مطلوب لدى الشرطة بتهمة الانتماء الى «حركة خلايا النار» المتطرفة المسؤولة منذ العام 2008 عن هجمات محدودة بعبوات استهدفت مسؤولين أو مؤسسات سياسية واقتصادية. ووسط أجواء الحذر الأمني في أنحاء أوروبا، أخلت الشرطة البريطانية مطار غلاسكو الاسكتلندي جزئياً ليل الأربعاء - الخميس، بعد العثور على طرد مشبوه في نقطة لتفتيش الركاب، تبيّن لاحقاً انه غير خطر. واستهدِف مطار غلاسكو بمحاولة اعتداء في حزيران (يونيو) 2007، حين صدمت سيارة مفخخة أحد مبانيه من دون أن تنفجر. الى ذلك، شدّد رئيس اتحاد الشرطة في ألمانيا راينر فنت على ضرورة التعامل مع إجراءات الأمن التي تفرض على الملاحة الجوية في الاتحاد الأوروبي، عبر مؤسسة مركزية تشرف على السلطات الوطنية. وقال فنت: «نحتاج خطوة جريئة للعمل باحتراف في مجال الإشراف على الملاحة الجوية في أوروبا، ووضع معايير أكثر صرامة وموحدة للصادرات والواردات، يمكن أن تحددها وتشرف عليها سلطة في الاتحاد الأوروبي». واقترح تنفيذ عمليات تفتيش عشوائية في دول خارج الاتحاد، لمعرفة هل شركات الشحن والمطارات ملتزمة معايير الاتحاد. وفي فرنسا، اعتقلت الشرطة مشبوهَيْن في صلتهما بجماعات إرهابية، مشيرة الى توقيف 85 مشبوهاً في قضايا مماثلة منذ مطلع السنة، بينهم 27 ما زالوا محتجزين. وأعلنت باريس الاستنفار الأمني بعدما خطف «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» سبعة أشخاص بينهم خمسة فرنسيين في النيجر خلال أيلول (سبتمبر) الماضي. على صعيد آخر، طالبت الحكومة النروجية السفارة الأميركية في أوسلو بتقديم توضيح لما ورد في فيلم وثائقي، عن أن السفارة تولت عمليات مراقبة غير شرعية لمئات من النروجيين خلال العقد الماضي. وأشار الفيلم الذي عرضته قناة «تي في 2» التلفزيونية، الى أن السفارة وظفت منذ العام 2000 حوالى 15 - 20 شخصاً بينهم ضباط سابقون في الشرطة النروجية، لمراقبة مواطنيهم بهدف منع أي هجوم ضد المصالح الأميركية في النروج. وصور المتعاملون مع السفارة مشاركين في تظاهرات وضعت أسماؤهم ومعلومات عنهم في قاعدة بيانات خاصة على الكومبيوتر، أطلق عليها «نظام تحليلات إدارة الحوادث الأمنية».