يبالغ المعسكران الاتحادي والهلالي مع كل تعادل لفريقيهما في دوري زين للمحترفين، وكأن هذين الفريقين لا ينبغي أن يواجها فرقاً لديها رغبة الفوز كما هي لدى العميد والزعيم! عندما خسر الاتحاد 6 نقاط من ثلاث مباريات، ثارت ثائرة أنصاره وإعلامه، واعتبروا أن مدرب الفريق بات عجوزاً لم يعد لديه شيء من الفكر التدريبي، وفعلوا كل شيء لإقصاء المدرب صاحب التاريخ التدريبي الطويل. يحدث هذا لمجرد التعادل، وهو حق من حقوق الفرق الأخرى التي تسعى لتحقيق نتائج جيدة أمام الفرق صاحبة الإمكانات الفنية الأكبر، والحضور البطولي، وهذا لا يحدث في «دورينا» فقط، بل نجده في كل دوريات العالم. ففي كرة القدم ليس هناك شيء محسوم سلفاً، حتى وإن وجدت فوارق فنية بين الفريقين المتنافسين، والمثل المعروف يقول: «اللي تكسب به العب به»، ومن هنا تضع الفرق الأقل إمكانات خططها وأسلوب لعبها لتواجه به فرق النجوم. ولذلك من حق فريق القادسية علي وعلى غيري، أن نقول له «برافو»، لأن انتزاع نقطتين من فم الاتحاد أولاً، ثم الهلال ثانياً «نقطة من كل فريق» هو فوز لهذا الفريق المتجدد، وانتصار للرغبة والطموح والإرادة. ومع ذلك فإن تضجر الاتحاديين والهلاليين على خروج فريقيهما متعادلين مع فرق أخرى ليست من فرق المقدمة، أو تلك التي تصنف على أنها منافسة، له ما يبرره، على اعتبار أنهما يسعيان إلى مواصلة الزحف نحو الصدارة من دون ضياع الكثير من النقاط. وأعرف أن كل نقطة تدخل في رصيد أي فريق لها قيمتها، سواء كانت من فرق المقدمة، أم الوسط، أم تلك التي تقبع في المؤخرة، وقد يواجه الهلال والاتحاد في المباريات المقبلة مواقف أصعب، لا سيما مع اقتراب الدوري من النهاية، ورغبة فرق الوسط والمؤخرة في تحسين مراكزها، أو «صيد» نقاط النجاة لفرق المؤخرة. لكن مما يسر أن فرق الوسط، وأعني بها الاتفاق، والوحدة، والقادسية، وهي فرق لها اسمها وتاريخها على مستوى كرة القدم السعودية، سجلت في هذا الموسم ارتفاعاً في مستواها، وأصبحت تقف لفرق المقدمة موقف الند للند، وليس أدل على ذلك من تعادل القادسية مع الاتحاد والهلال في جولتين متتاليتين، وعودة الوحدة أمام الشباب بعد تقدم أصحاب الأرض بثلاثة أهداف نظيفة، وخسارته في آخر دقائق المباراة بضربة جزاء أعلن عنها الحكم المساعد. وإذا كان هناك من نصيحة للاتحاديين والهلاليين، فإنني أطالبهما باحترام المنافسين، وبالتالي توجيه اللوم لفريقيهما، فقد بات واضحاً أن الفريقين الهلال، والاتحاد ليسا في كامل عافيتهما، وإن استمرا على هذه الحال، فقد يخسران المزيد من النقاط، وقد تتجاوز الخسارة بالتعادل، إلى خسارة النقاط كاملة. [email protected]