التقت في فندق البستان في مسقط الصوفية السورية ونظيرتها التركية في حوار موسيقي في أمسية هي واحدة من برنامج دار الأوبرا السلطانية لموسم ما قبل الافتتاح، علماً أنها ستفتتح مبناها الجديد (كلفته ربع بليون دولار) العام المقبل. وأمام حضور أغلبه غربي التقى دراويش الرقص الدوار في اسطنبول مع الصوفية القادرية في سورية، وبدأت فرقة الكندي أمسيتها بتقديم طقوس الرقص الدوار للدراويش الأتراك «عيني شريف مولوي بمقام هوزام من تأليف إسماعيل ديدي أفندي من القرن الثامن عشر» تبعه إنشاد موسيقي منفرد قدمه دوجان ديكمن ( من مصطفى بوحوريزاد، القرن السابع عشر)، و تقسيم على مقام هوزام. ومع طقوس الصوفية القادرية السورية تفاعل الحضور على تقاسيم تبعها إنشاد صوفي: سماعي على مقام الرست، ثم دور «أتاني زماني» وعدد من المقطوعات الغنائية والموسيقية، وكان لافتاً التنوع بين العربي والتركي بمصاحبة عزف للفرنسي جوليان جلال الدين مؤسس الفرقة، وفيما استمتع الحضور العربي بالموشحات والقدود الحلبية فإن الغناء التركي وجد تناغماً مع ذائقة الموجودين، خصوصاً الأوروبيين الذين تابعوا الصوفية الشرقية تتجلى أمامهم استعراضاً حركياً وموسيقى. وفرقة الكندي أسسها جوليان جلال الدين ويس عام 1983، وهو موسيقي فرنسي سويسري وعازف على القانون (القانون الشرقي). وتُصنّف فرقة الكندي ضمن أفضل الفرق المتخصصة في الموسيقى العربية الكلاسيكية. وبفضل ما قدمته من نتاج موسيقي وفير، أفسحت المجال لاستكشاف ثراء النتاج الموسيقي الديني والدنيوي في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في سورية وتركيا.