كشفت عيادة نفسية، أقيمت في كليتي العلوم والآداب في الدمام، على مدى ثلاثة أيام، عن تزايد الحالات النفسية السلوكية بين الطالبات، وبخاصة «القلق والاكتئاب وعدم الرضا عن النفس». وأوضحت الاختصاصية النفسية الدكتورة ليلى عايش، أن هذه الأمراض «أفرزت ممارسات سلبية، منها الاستخدام الخاطئ لتقنية الإنترنت و«بلاك بيري»، والتشبه بالرجال (البويات)، وإقامة علاقات محرمة». وأقيمت العيادة ضمن الملتقى الإرشادي، الذي نظمته لجنة التوجيه والإرشاد الطلابي في الكليتين التابعتين لجامعة الدمام، الذي اختتم فعالياته أمس، بمحاضرة لعايش، بعنوان «الفراغ العاطفي». وشهدت المحاضرة مداخلات من الطالبات، أشرن فيها إلى شعورهن ب«الحرمان من عدد من الجوانب الترفيهية»، الذي قد يكون سبباً وراء الانجراف خلف السلوكيات السلبية». وأكدت الطالبات على أهمية «ممارسة الرياضة، وتوفير قاعات رياضية في الكليات، للقضاء على وقت الفراغ، وإفراغ الشحنات السالبة لدى الطالبات، بدلاً من الانشغال في الانترنت و«بلاك بيري»، أو دخول عالم البويات، وغيرها من الأمور التي تنعكس سلباً على حياتنا». فيما أشارت عايش، إلى أن التغيير «يبدأ من الطالبة نفسها، عندما ترتقي في ذاتها، وإحداث متغيرات لا يأتي من فوق. فالبلد تتغير وإن ببطء»، محذرة من أن «الانغماس وراء السلوكيات السلبية سيفقدنا جيلا ناشئاً». كما حذرت الطالبات من «الاختلاط بالرجال، وهو أسوأ ما يجعل الفتاة عرضة للخطأ»، مستشهدة بما لاحظته والفريق الاستشاري خلال الجلسات العلاجية في العيادة النفسية، طيلة أيام الملتقى، لأن «أغلب الحالات والاستشارات النفسية التي ترد، تعاني من القلق والاكتئاب، وعدم الرضا عن النفس». واعتبرت أن ما تواجهه الطالبات يتطلب «حواراً وحسن استماع، لحل مشكلتهن، فلقد لاحظنا أن عددا من الشكاوى كانت على الأهالي، لعدم اهتمامهم في مشكلات بناتهم، وغياب التواصل، ما يجعل الفتاة عرضة للمغريات، وتحديداً للعلاقات العاطفية المشبوهة»، مشيرة إلى عبارة ترددت على لسان غالبية الفتيات، «عندما بحثنا معهن في جلسات علاجية عن أسباب لجوئهن إلى العلاقات العاطفية مع الشبان، وهي ان «الشاب السعودي لن يتزوج واحدة يتكلم معها، وتربطه بها علاقة عاطفية». وعندما نبحث عن سبب العلاقة نجد أن الفتاة تعاني من فراغ عاطفي، ونقص اهتمام من والديها»، مضيفة «اتضح من خلال الاستبيانات أن بعض الفتيات يواجهن الحرمان الموقت من الزواج. كما يواجهن مشكلة تلبية طموحاتهن، وعدم التفاؤل واللا مبالاة. وان مجيئهن إلى الجامعة فقط لأنه «أفضل من جلسة المنزل» بحسب وجهة نظرهن»، مضيفة «استنتجت أن الطالبات يتعرضن إلى ضغوط شديدة، فيما المغريات من حولهن متنوعة». وأبانت ان حوادث الابتزاز التي تتعرض لها الفتيات من قبل الشبان، «تشهد تزايداً ملموساً، ويفترض بالفتاة أن تكون أكثر حرصاً على نفسها». وأشارت عايش، إلى «الويلات التي تحل في الفتاة، بسبب نظرة المجتمع إليها». وخاطبت الطالبات «لا تتسرعن في الزواج، انتظرن من يطرق الباب، ولا تعرضن أنفسكن في الشوارع والانترنت والتلفونات»، مطالبة الداعيات الجدد ب«التنبيه والنصيحة بأسلوب مقبول ولطيف، وليس منفراً، كما يحدث أحياناً، وتحديداً حول لبس الفتاة أو بعض تصرفاتها». واعتبرت طالبات أن أسباب الانجراف وراء الخطأ "قد يكون لأسباب نفسية، وضغوطات نواجهها، تجعل من الكلية متنفساً لممارسة ما هو خطأ». وانتقدت إحدى الطالبات «تعامل بعض الأكاديميات معنا، فإحداهن تعاملنا باستحقار. ونحن نحتاج إلى من ينصت لنا، لنبوح له بما في داخلنا». وحول أسباب تفشي ظاهرة «البويات»، أوضحن ان «الفتيات لا يقبلن عليها، إلا إذا كانت تعاني من فراغ عاطفي قوي، أو تفكك أسري. وينبغي أن لا نحكم عليهن سطحياً، لأنهن يعانين من مشكلات فعلية". وأجمعت الطالبات على أهمية «عقد ملتقيات إرشادية».