قال الشاعر بسام السلامة إن الشعر لا يجب أن تكون له قضية يتبناها، معتبراً إلباسه ثوب قضية يفسده لأن «أجمل الشعر الذي هو التعبير عن الحالة الإنسانية». وقال رداً على استغراب الدكتور محمود البادي بأن القصائد «حزينة» ومتشائمة، في الأمسية الشعرية التي جمعته بالشاعر شتيوي الغيثي ونظمها نادي الجوف الأدبي مساء الأحد الماضي، إن الواقع حزين «والحزن هو الذي يغلفنا». من جانبه، قال الغيثي إنه حين بحث عن «الفرح» لم يجده، متمنياً أن يجد «الفرح» كي يكتب قصائد تتسم بالبهجة وتبعث على التفاؤل. وعلّق الدكتور محمود عبدالحافظ على قول السلامة «الشعر إذا تضمن قضية فسد»، بأن الحداثة وما بعد الحداثة لها ميزة وحيدة وهي أن «الحداثة استطاعت أن تعبّر عن قضايا الأمة؟ فأين أنتما من شعر الحداثة؟». وقال السلامة إن تجربته الشعرية مرتبطة بعوامل ثقافية عدة، وأضاف: «الشعر شعر، بأي طريقة وبأي لغة كانت». وبدأت الأمسية بقصيدة للسلامة عنوانها «بياض الحياة»: بياض الحياة ولي أمنيات/كذا مسرفات يجدن في هذا الزمان البخيل/ويأخذنني نحو ما اشتهي/ إذا انفلق الصبح أو جن ليل/ رداء المساء ووجه الصباح/ نوافذ للصبر والمستحيل/فإني ملكت بياض الحياة/ فماذا ملكت بهذا القليل/ أماني بيضاً حبالا ثقالا/ تجود وهذا الزمان بخيل». فيما فضل الكاتب والشاعر شتيوي الغيثي أن يبدأ مشاركته بقصيدة عنوانها «أغنية في وجه الخناجر» وفيها يقول: حدثيني عن الهوى حدثيني/يا حنيني ويا حنين السنين/وازرعي قبلة على دمع خدي ازرعيها/وأعيدي المساء لوناً جديداً فالمساء الجميل فوق الجفون». ثم قرأ قصيدة أخرى أهداها إلى الشاعر محمد الثبيتي بعنوان «سيد الشعر والبيد» ومنها: إلى محمد الثبيتي وهو يأخذ قيلولته: راقداً كالعظيمين فوق سريركَ/مُتّشِحاً كل بياضكَ../تسمعنا نقرأ بعضَ قصائدك الصافنات». وقرأ الشاعر السلامة قصيدة ثالثة بعنوان «موت البلابل» ومنها: أنا وحبيبي وجميع البلابل/لا نستطيع العيش في بستاننا/وفيه ألف حابل ونابل/ولهذا كان لا بد أن نتفرق/أن يموت الحب بنبل ويمزق». وفي ختام الأمسية سلّم رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد الدروع التذكارية للشعراء المشاركين. بعدها تجول الشاعران السلامة والغيثي في معرض الكتاب المخصص لعرض كتب النادي الجديدة، التي نالت استحسان الحضور.