نفى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وجود توجه لدى وزارته لتقديم دعم مادي إلى المثقفين في المدى المنظور، على خلفية طلبه إحصاء عدد المثقفين في المناطق. ورأى أن «المثقفين والأدباء أكبر من أن ينتظروا دعماً مادياً من الوزارة»، مرجحاً البحث عن آلية «للتنسيق مع المثقفين في مجال النشر والتوزيع». وقال خوجة في تصريح ل«الحياة»، أثناء مشاركته في الدورة ال17 لمؤتمر «الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي» الذي اختتم أعماله (الثلثاء) الماضي في قطر، إن «النظرة إلى المثقف يجب أن تكون مختلفة، وليست مادية، فالمثقف والمبدع أكبر من هذه النظرة. كما أن العمل الإبداعي يفرض ذاته على دور النشر والقراء»، مضيفاً «ربما يكون بين الوزارة والمثقفين تنسيق وتعاون، في النشر والتوزيع». وفي رده على عدم منح فسح بعض الكتب للمؤلفين من الرقابة في وزارته، أوضح أن «معظم أو كل الكتب غير ممنوعة على الإطلاق، بل كلها مفسوحة وتزخر بها المكتبات السعودية». ورأى أن منع الكتب، بما فيها مؤلفاته، خاضعة «لإجراء إداري، وليست بسبب وجود مانع جذري في عملية فسحها». وتعليقاً على تكرار نية فسح الكتب الممنوعة، على غرار ما وقع لمؤلفات وزير العمل الراحل الدكتور غازي القصيبي، قال: «من ناحيتي كوزير؛ أشعر الآن أن إجراءات المنع غير صحيحة، على رغم كونها إدارية». وفيما يتعلق بوضع الثقافة العربية، أوضح أن «الثقافة عنصر مهم، وهي الثروة الحقيقة لنا كعرب، والغذاء الروحي»، مضيفاً «نحن في العالم العربي مشتركون في ثقافة ورؤية واحدة، لكن مع تعددية جميلة، إذ كل بلد يملك خاصيته الثقافية، التي أنتجت عبر الزمن والعقود، وحين تمتزج هذه الثقافات مع الثقافات العالمية الأخرى، ستنتج ثقافة عربية أكثر جمالاً». ورأى خوجة، في المؤتمر الذي شارك فيه وزراء ثقافة ومسؤولي منظمات مدنية، أنه «يحتل مكانة خاصة، كونه متصلاً بروح وشخصية الأمة، فليس من شيء معبر عن شخصية أمة من الأمم مثل الثقافة، لذلك اعتبرت الثقافة بمثابة رأسمال رمزي يفوق في أثره وقوته رأس المال المادي». وأشار إلى أن الثقافة العربية تستعد في المرحلة المقبلة «لحدث كبير مرتقب، يتمثل في «القمة الثقافية العربية»، تنفيذاً لقرار القمة التي انعقدت أخيراً في سرت الليبية، بناءً على الاقتراح الذي تقدم به رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل»، معتبراً ذلك «مكسباً كبيراً للثقافة العربية، ولجهاد طويل خاضته في العصر الحديث، ما يعني أن أفقاً جديداً تترقبه مؤسساتنا الثقافية في مرحلتها الجديدة المقبلة».