1 في نهاية المرحلة الثانوية كان صديقنا (الدُّحمي) يحضنا كثيراً على تعدد الزوجات. نحن الذين لم نتزوج بعد بواحدة آنذاك نجد من يحفزنا إلى المثنى والثلاث والرباع! كانت حجة (الدحمي) الوحيدة التي كان يتعلق بأهدابها في الحض على تعدد الزوجات هي أن تعداد النساء في المجتمع أكثر من الرجال دوماً، والسبب حسب «النظرية الدحمية» أن الرجال يقضون نحبهم في الحروب والمعارك التي يخوضونها بين حين وآخر، ولذا يصبح عدد الرجال دوماً أقل من عدد النساء، ولذا أيضاً يصبح هناك دوماً عدد فائض من النساء يزيد عن حاجة الرجال إلى امرأة واحدة فقط. ولذا، ثالثة أيضاً، يصبح لزاماً على الرجال أن يأخذوا أكثر من واحدة حتى يتم سداد النقص وتغطية الاحتياج من فائض النساء المتراكم! تزوجنا بواحدة، ثم بعد سنوات من الزواج بدأنا نترقب الحروب التي وعد بها «الدحمي»! منذ تلك السنين حتى الآن لم تقع في مرابعنا سوى حرب واحدة، حرب الخليج، لكن لم يمت فيها سوى بعض القتلى بما لا يكفي لتحقيق «العجز» في عدد الرجال / الأزواج المنتظرين ساعة حلول السلام حتى يحصوا القتلى ثم يتزوجون بزوجاتهم المفترضات لهم قبل الحرب. 2 أقول قولي هذا، وقد أعلنت مؤخراً مصلحة الإحصاءات عن التعداد السكاني الجديد للسعودية، حيث أبانت الأرقام الجديدة ان 50.9 في المئة من السعوديين هم من الذكور، فيما بلغت الإناث نسبة 49.1 في المئة، وتظهر النسبة أن المعادلة الاجتماعية الصحيحة هي: زوجة لكل مواطن. بل توشك النسبة الإحصائية أن تتحول لصالح أعداد الرجال، وهي نسبة مخجلة حسب النظرية «الدحمية»، إذ تدل على أن رجالنا أصبحوا لا يخوضون الحروب والمعارك كما ينبغي .. حتى يعم السلام والتعدد والتكاثر، أي أنهم انشغلوا عن الحروب العسكرية بالحروب «المدنية «! الواقع أن نظرية «الدحمي» لم تعد صالحة حتى لو وقعت في منطقتنا حرب عالمية ثالثة، إذ تأكل الحروب بأسلحتها النووية الأخضر واليابس والزوج والعرائس! والخلاصة، أننا يجب أن نتحاشى ربط الأحكام الربانية والتشريعات من الباري عز وجل، ليس فقط في مسألة التعدد بل وحتى تحريم شرب الخمر وأكل لحم الخنزير وغيرها أخرى، بمسوغات وتفسيرات دنيوية متحولة، فقط لأجل الترغيب أو الترهيب. 3 التعداد الأخير للسكان جعل زوجات أصدقاء «الدحمي» أكثر اطمئناناً على مستقبلهم من نتائج حروب التعدد ومعارك التكاثر! * كاتب سعودي [email protected] www.ziadaldrees.com