«يبدو أننا على وشك العودة إلى معاناتنا الأزلية مع المياه، فهي مقطوعة عنا منذ فترة. ولا تلوح في الأفق أي بوادر لحلّ أزمتنا، خصوصاً أننا في سباق مع الزمن، فمعروف أنه ما إن يبدأ فعلياً موسم الحج، حتى تتحول شبكات المياه كافة صوب المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، نظراً إلى اكتظاظها بقوافل الحجيج بغية تلبية حاجاتهم من المياه. ولعلّه من البدهي أن يعمد القائمون على «مياه مكة» إلى توفير الاكتفاء المائي لقاطني مختلف الأحياء في العاصمة المقدسة في هذه الفترة، إلا أن خزانات منازلنا لا تزال جافّة، ما اضطرنا إلى الرضوخ إلى بورصة صهاريج المياه»، بهذه الكلمات تمرمر المواطن مساعد الزهراني ل«الحياة»، قبل أن يطالب بضرورة مراعاة حال وحاجة أهالي مكةالمكرمة إلى «عصب الحياة». في المقابل، عزا مدير فرع المياه في مكةالمكرمة المهندس عبدالله حسنين أزمة المياه التي حصلت في الأيام الماضية في عدد من أحياء العاصمة المقدسة إلى نقص المخزون بعد خفض كمية المياه التي تضخها محطة التحلية 3 في الشعيبة من 450 ألف لتر مكعب إلى 210 آلاف لتر مكعب يومياً، «بمقدار أقل من النصف ما دفعنا إلى تخفيف التوزيع». وفيما أرجع تمرمر المواطنين إلى خشيتهم من زيادة أسعار صهاريج المياه، خصوصاً أن قوافل الحجيج بدأت في التوافد منذ وقت باكر، ألمح حسنين إلى استمرار المشكلة مدة ثمانية أيام فقط، «هي مشكلة في المواسير الموصلة إلى مكة وتم الانتهاء منها و عاد الضخ إلى 450 ألف لتر مكعب أخيراً». ولم يخف مدير «مياه مكة» توقعه لحدوث بعض المشكلات المتعلقة بالمياه خلال اليومين المقبلين، «حتى يكتمل توصيل المياه إلى منازل مكةالمكرمة كافة». وأشار إلى فتح أشياب الكعكية لتكمل منظومة أشياب مكة (المعيصم والعزيزية) اليوم (الثلثاء)، مشدداً على وجود آلية تكفل سرعة حصول المواطنين على صهاريج المياه من دون أي تلاعب في الأسعار. وقال: «إن خطتنا تكفل وصول المياه على مدار ال 24 ساعة إلى المنطقة المركزية والأحياء المحيطة بها (المسفلة والعزيزية ومحبس الجن وجزء من حي الششة)، بينما تقرر أن تصل المياه إلى الأحياء التي تقع خارج الخط الدائري الثالث من طريق المناوبات بالترتيب.