من الواضح أننا نفصل الأمور بحسب أهوائنا وأمزجتنا ورغباتنا، فما يعجبنا نغض الطرف عنه، وربما نتبرع للدفاع عنه، وما لا يعجبنا أو يسير عكس مصالحنا نطالب بإنزال أقصى العقوبات في حق قائله، أو فاعله..! تلك صورة، أو صور من «اللا منطق» السائد في وسطنا الرياضي، وهي التي حملت حديث مدرب الاتحاد، البرتغالي جوزيه أمانويل في المؤتمر الصحافي، معنى آخر عما كان يقصده، وأجدني أتعاطف معه «ليس إلا» لأنني لا أعتقد أن المدرب لديه قصر في التفكير..! وإذا كنا نتعامل مع القضايا ب «حسن نية»، فإن التوضيح الأخير للمدرب جوزيه الذي أصدره المركز الإعلامي في الاتحاد حول التصريح (القضية)، والذي أكد أنه تعرض للتحوير في الترجمة، مطلوب منا التعامل معه بطريقة تتقبل ما حمله التوضيح من مضمون..! ومن الواضح أن المدرب جوزيه كان يقصد بالفعل، ما جاء في البيان الأخير، وأن أي خسارة في النقاط لفريقه، ستخدم بالتالي الفرق الأخرى المنافسة، وهي الهلال والشباب والنصر، وتتيح لهم الاقتراب من المتصدر، وهو الاتحاد..! ولا أعتقد أن تصريحاً كهذا يمثل إساءة لحكام المباريات أو الأندية المنافسة، ولا يصل إلى التفرقة والعنصرية، أو دخول في الذمم كما يردد البعض ويكتب، فهو رأي لمدرب محترف، من حقه أن يتحدث عن التحكيم، وليس هناك ما يمنع ذلك، طالما أنه لم يتجاوز حدود النقد لأخطاء حكم المباراة..! والسؤال الذي يفرض نفسه: هل كان جوزيه أول مدرب يتحدث عن التحكيم، وهل نسينا أم تناسينا تصريحات أخرى خرجت من مدربين، ومشرفين، وإداريين ورؤساء أندية؟ وكانت أشد وأقوى وأقسى مما تحدث به مدرب الاتحاد، ومع ذلك مرت من دون وضعها في زاوية الخروج عن النص..! في بطولات كبرى مثل الدوريات الأوروبية، لا تكاد تمر جولة في الدوري الانكليزي سابقاً، أو في الدوري الإسباني حالياً، إلاّ ويكون المدرب البرتغالي مورينهو عنواناً رئيسياً لنشرات الأخبار في القنوات الرياضية العالمية والصحافة المكتوبة، ولم يسلم من لسانه المنافسون، ولا الحكام، ولا حتى لاعبي فريقه الحالي ريال مدريد..! ومع ذلك أقول بأن على جوزيه أمانويل أن يركز على عمله، ويترك شؤون التحكيم للفريق الإداري في النادي، فوضع الاتحاد في المباريات الأخيرة لا يسر عشاق «العميد»، والتفريط في النقاط قد يندم عليه الفريق في نهاية الدوري، وحينها لا ينفع الندم، ولن تخدم الاتحاد التصريحات. [email protected]