يخطط مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، لإجراء 150 عملية زراعة خلايا جذعية، بعد ان نجح في إجراء عمليتين مماثلتين، لمريضين كانا يعانيان من ورم بلازما الدم، أُعلن عنهما أمس في مؤتمر صحافي، ك«أول عمليتين من نوعهما على مستوى المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في المملكة». وأوضح مدير المستشفى الدكتور خالد الشيباني، في المؤتمر، أن هاتين العمليتين «استخدمت فيهما أساليب تقنية عالية الدقة، في التجمع والحفظ وإعادة الخلايا الجذعية لجسم المريض مرة أخرى»، مبيناً ان الفريق الطبي والفني «تمكن من تجميع الخلايا الجذعية، ومنحها العلاجات التحضيرية اللازمة، ومن ثم زراعة الخلايا في الجسم في وقت قياسي». واعترف الشيباني بوجود «نقص شديد في الكوادر الطبية في التخصصات الطبية النادرة، نظراً لأنها تعتبر محدودة في بعض المراكز المتخصصة في العالم». وأشار إلى أن هذا الإنجاز «يعكس مستوى التأهيل العلمي والعملي والخبرة المتخصصة لأعضاء الفريق الطبي، والإعداد والتخطيط السليم والتدريب والتجهيزات والمختبرات الطبية المتطورة». واعتبر هذه الخطوة «امتداداً لعدد من الخطوات الناجحة، التي شكلت في مجملها تطوراً نوعياً في مستوى الخدمة الصحية المتخصصة، ما ساهم في شكل كبير، من الحد من عناء السفر والتنقل بين مناطق المملكة، بحثاً عن العلاج»، لافتاً إلى أن المستشفى «تمكن من علاج 2500 حالة جديدة مصابة بالسرطان، منذ بداية تقديم علاج الأورام، منها 900 حالة جديدة خلال العام الماضي». وكشف أن المستشفى «حقق إضافة جديدة لمرضى زراعة الأعضاء، إذ نجح في إجراء 105 حالات زراعة أعضاء، تتضمن 89 زراعة كلى، وسبع حالات زراعة كبد، وتسع بنكرياس»، معتبراً المستشفى «من المستشفيات الرائدة على مستوى الخليج، والوحيد في المملكة، في تخصص زراعة البنكرياس». وأكد أن المستشفى يعتبر «إحدى المدن الطبية، التي تسهم في شكل فعال في تنفيذ إستراتيجية وزارة الصحة، لتقديم خدمات صحية مرجعية معقدة ومتقدمة، ضمن إطار المشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، إذ حصل المستشفى أخيراً، على شهادة الاعتماد الأميركية (JCI)». وكشف أن المستشفى الآن «في المراحل النهائية للاعتراف بجودة مختبراته عالية التجهيز، من جانب الكلية الأميركية للمختبرات». بدوره، أوضح المشرف على الحالتين استشاري أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية الدكتور خالد العنزي، أن «الخطوة الأولى لعلاج الورم النخاعي تكون بتقليل كمية السرطان في جسم المريض، من خلال استخدام عدد من تركيبات العقاقير الكيماوية، ليتبع ذلك إعطاء جرعات عالية من العلاج الكيماوي، تقتل الخلايا السرطانية، وتصيب الخلايا الطبيعية المنتجة للدم. ولتعويض هذا التلف؛ يلجأ الأطباء لزراعة الخلايا الجذعية لإنتاج دم جديد»، لافتاً إلى أن وحدة أمراض سرطان الدم في المستشفى «تستقبل حالة سرطان دم كل أسبوع». وأوضح رئيس برنامج زراعة الأعضاء الدكتور أحمد الصغير، أن هناك «نوعين لزراعة الخلايا الجذعية، الأول زراعة ذاتية لنخاع العظم للمريض ذاته، والثاني زراعة نخاع العظم من متبرع حديثاً»، مشيراً إلى أن معظم ما تم تطبيقه في العمليتين «كان بالطريقة الذاتية، إذ أثبتت الدراسات أن الزرع الذاتي لنخاع العظم هو أفضل من العلاج الكيماوي المعتاد لعلاج ورم النخاع المتعدد (المايلوما). ويساعد المرضى على عيش حياة أفضل»، معتبراً زرع الخلايا الجذعية «علاجاً في غاية الأهمية، لمرضى أورام الدم، مثل: اللوكيميا (ابيضاض الدم)، وسرطان الغدد اللمفاوية، وورم النخاع المتعدد (المايلوما)، الذين يسمح وضعهم الصحي بتلقي هذا العلاج. فيما يتم استخدامه في اعتلالات الهيموغلوبين، مثل: الأنيميا المنجلية والثلاسيميا، وبعض الأمراض الوراثية الأخرى». وأبان أن برنامج زراعة الأعضاء في مستشفى الملك فهد التخصصي، «يوفر لمرضاه خدمة متكاملة، أبرزها الخدمة الطبية التخصصية على أيدي مجموعة متكاملة من المختصين، بهدف دعم المرضى الذين هم بحاجة لزراعة الأعضاء، وغرف عزل خاصة وفريق تمريض عالي التأهيل»، مشيراً إلى أن جميع العاملين في تخصص زراعة الأعضاء «يخضعون لدورات وورش عمل علمية، تهدف إلى تطوير قدراتهم ومتابعة آخر المستجدات في تخصصات عدة». وكشف الصغير، ل«الحياة»، أنه سيتم «إجراء 50 عملية زراعة خلايا جذعية في السنة الأولى من تطبيق البرنامج، ومئة في السنة الثانية»، مشيراً إلى الحاجة للحصول على «الدعم المالي الكبير من وزارة الصحة، لتطبيق البرنامج في شكل كامل، نظراً للحاجة إلى كوادر بشرية مؤهلة على مستوى عال من التدريب والتأهيل، إضافة إلى صيانة المعدات والأدوية، التي ستشكل عبئاً على موازنة المستشفى»، لافتاً إلى أهمية الدعم المالي من وزارة الصحة «لاستمرار البرنامج». وأوضح أن المملكة تحتاج إلى «إجراء عدد كبير من عمليات زراعة الخلايا الجذعية، تتراوح بين 1500 إلى 2000 حالة، فيما يتم إجراء 300 عملية فقط سنوياً بحسب التقديرات الأولية في مستشفيات غير تابعة لوزارة الصحة»، لافتاً إلى حاجة المملكة إلى «ثلاثة أضعاف هذا الرقم»، مبيناً أن هناك «خطة لتدريب كواد بشرية طبية، لإجراء هذه العمليات، إضافة إلى استقطاب كوادر بشرية من الخارج».