أعلنت وزارة الداخلية السعودية هوية الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما خلال مداهمة وكرين لخلية إرهابية بمحافظة جدة، والتي أسفرت عن ضبط رجل وامرأة، كاشفة عن توقيف 16 شخصاً على ذمة القضية، ثلاثة منهم سعوديون، والبقية باكستانيون. وقال المتحدث الأمني بوزارة الداخلية في بيان صحافي أمس، إن التحقيقات التي تباشرها الجهات الأمنية في هذه القضية، كشفت هوية الانتحاريين اللذان فجّرا نفسيهما باستراحة الحرازات بمحافظة جدة، هما خالد غازي حسين السرواني، ونادي مرزوق خلف المضياني عنزي (سعوديان)، وتأكّد من الفحوص المخبرية للأشلاء البشرية المرفوعة من الاستراحة عدم وجود أشخاص آخرين فيها خلافهما. وأضاف أن السرواني يعد من المطلوبين الخطرين أمنياً لتنوع أدواره وتعدد ارتباطاته بعناصر وحوادث إرهابية تمثّلت في الدعاية للفكر الضال على شبكة الإنترنت، والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع، وتقديمه استجابة لإملاءات تنظيم داعش الإرهابي في الخارج الدعم والمساندة لمنفذي العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين بمسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير بتاريخ 21-10-1436ه. كما قدم الدعم والمساندة للانتحاري الذي نفّذ العملية الإرهابية بمسجد المشهد بمنطقة نجران بتاريخ 13-1-1437ه، وارتباطه بأنشطة الموقوف عقاب معجب العتيبي المُعلن القبض عليه بمحافظة بيشة بتاريخ 24-7-1437ه لتورطه في مقتل العميد كتاب ماجد الحمادي، وجرائم أخرى، وتوفيره مأوى لأربعة من الإرهابيين في استراحة استأجرها بوادي نعمان بمنطقة مكةالمكرمة، والمُعلن عن مداهمتها ومقتل من فيها من الإرهابيين بتاريخ 28-7-1437ه، وأخيراً قيامه امتداداً لدوره الخطر في خدمة التنظيم الضال ومخططاته الإجرامية بالمشاركة في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة داخل معمل تم تجهيزه باستراحة حي الحرازات. وأشار المتحدث إلى أن الانتحاري الثاني هو نادي مرزوق خلف المضياني عنزي، وهو من أرباب السوابق، وابتدأ نشاطه المنحرف مع قناة تُبث من الخارج موجهة ضد المملكة، ثم غادر لاحقاً إلى مناطق الصراع، التي اُستعيد منها، وبعد أن قضى العقوبة المقررة بحقه شرعاً لم يكف عن ما يُمليه عليه فكره الضال، واستمر في غيّه فارتبط بأنشطة إرهابية مع الموقوف عقاب معجب العتيبي، والموقوف سويلم الهادي الرويلي المعلن القبض عليه بتاريخ 1-6-1437ه، والموقوف عبدالملك البعادي، المعلن عن قبضه بتاريخ 6-8-1436ه لتورطه بمقتل الجندي ماجد عائض الغامدي - رحمه الله - أثناء قيامه بواجبه في حراسة الخزن الاستراتيجي بتاريخ 19-7-1436ه. وبين أنه تم توقيف 16 شخصاً على ذمة القضية، ثلاثة منهم سعوديو الجنسية والبقية من الجنسية الباكستانية، وأقر الموقوف الرئيس في هذه القضية حسام الجهني بأنه قام بناءً على تعليمات تنظيم داعش الإرهابي في الخارج باستئجار الاستراحة التي آوى فيها الانتحاريين بحي الحرازات، إذ قام بنقلهما إليها من أحد المواقع بشارع قريش بمحافظة جدة، وكانا حينها متنكرين في زيٍ نسائي، ثم أصبح يتردد عليهما لتوفير جميع مستلزماتهما، مدعياً في الوقت ذاته أن المرأة التي كانت معه أثناء القبض عليه المدعوة فاطمة رمضان بالوشي قد تزوج منها من خلال علاقته بشقيقها الموقوف عبدالرحمن رمضان بالوشي، الذي يتفق معه في ذات الفكر والتوجه. وأكد أنه من خلال اجراءات معاينة استراحة حي الحرازات التي توارى بها الانتحاريان، اتضح احتواؤها على معمل ضُبط بداخله بعد انفجاره ثلاث قنابل يدوية، وثمانية قوالب متفجرة، و48 كيساً تحوي مواداً كيماوية تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة، وثلاثة موازين إلكترونية، و10 عبوات متفجرة حديدية مربعة الشكل مصنعة محلياً، وعبوتين حديديتين لاصقتين، إحداهما مجهزة بمادة متفجرة ومغناطيس من دون صاعق، وستة أكياس بها قطع حديدية بكميات كبيرة تستخدم كشظايا عند التفجير، ومجموعة من الأدوات والأجهزة الكهربائية والإبر الطبية لتحضير المواد المتفجرة. كما شملت المضبوطات مجموعة ألواح إلكترونية لتشريك العبوات، وثلاث أنبوبات غاز، ورشاشين، ومسدس، و165 طلقة حية، وست طلقات مسدس، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية مستمرة في تحقيقاتها، والتي أكّدت نتائجها حتى الآن مدى خطورة هذه الخلية الإرهابية ودورها الرئيس في تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة، التي كانوا يعدونها لارتكاب جرائمهم البشعة في إطار حالة الاستهداف المستمرة من التنظيمات الإرهابية لأمن واستقرار المملكة ولمقدراتها وشبابها والآمنين على أراضيها من المواطنين والمقيمين.