في تطور جديد لقضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، بث التلفزيون المصري مقطعاً مصوّراً للأخير يكشف اتفاقه على جمع معلومات عن بعض المؤسسات والنقابات مقابل أموال، بالتزامن مع موافقة النائب العام المصري على السماح لخبراء إيطاليين باسترجاع بيانات كاميرات مراقبة في إحدى محطات مترو أنفاق القاهرة. وكان عُثر على جثمان ريجيني ملقى على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي وعليه آثار تعذيب بعد أيام من اختفائه في 25 كانون الثاني (يناير) العام الماضي. وأثارت قضيته أزمة ديبلوماسية عنيفة بين القاهرةوروما. وظهر ريجيني في فيديو بثّه التلفزيون المصري مساء أول من أمس، وهو يجلس في أحد مقاهي منطقة بدت شعبية مع شخص قال التلفزيون المصري إنه «نقيب الباعة الجائلين» (الجوالين)، يحتسيان الشاي، ويخيّم الظلام على المكان، فيما أُجري حديث بين الطرفين بدا وكأنه اتفاق على تسريب معلومات في مقابل أموال. وبدا واضحاً أن نقيب الباعة الجائلين هو من كان يصوّر الفيديو عبر هاتفه الجوّال، فيما كان يشكو في البداية من ضيق حاله ومرض زوجته بالسرطان، وأنه مستعد لقبول أي عرض في مقابل أموال. لكن ريجيني أكد له أنه سيعرض الأمر على «المركز المصري» في بريطانيا، قبل أن يتساءل نقيب الباعة الجائلين عن المدى الزمني للرد على طلبه، مشيراً إلى «عدم ثقته في أن ينفّذ المركز المصري وعده بدفع أموال»، فأوضح له ريجيني أنه «يجب الحصول أولاً على معلومات قبل آذار (مارس) ضمن مشاريع حول العالم للحصول على أموال». فسأله نقيب الباعة عن ماهية تلك المعلومات حتى يجهّزها، فأجابه ريجيني: «معلومات عن نشاط النقابة، وما يحتاجه أعضاء النقابة البالغ قوامها عشرة آلاف عضو». وكان النائب العام المصري أكد في بيان أصدره في أيلول (سبتمبر) الماضي، أن الشرطة المصرية أجرت تحقيقات استمرت لثلاثة أيام حول أنشطة الباحث الإيطالي قبل اختفائه بأيام، أسفرت نتائجها عن أن تلك الأنشطة ليست محل اهتمام للأمن القومي. وأشار إلى قيام رئيس النقابة المستقلة للباعة الجائلين في مصر بإبلاغ الشرطة بمعلومات خاصة عن ريجيني قبل مقتله بفترة. وأجرت بعدها الشرطة تحريات عن أنشطته كشفت أن تلك الأنشطة ليست محل اهتمام للأمن القومي، وبناء على ذلك أوقفت تحرياتها. وزار النائب العام المصري نبيل صادق إيطاليا أكثر من مرة كان آخرها الشهر الماضي لبحث تطورات القضية، قبل أن يقرر أول من أمس الموافقة على السماح لخبراء إيطاليين وشركة ألمانية باسترجاع بيانات من كاميرات مراقبة في القاهرة، في إطار التعاون بين النيابة العامة المصرية ونظيرتها في روما، في شأن التحقيقات. وأوضح بيان وزعته النيابة المصرية أن صادق وافق على طلب روما «إرسال خبراء إيطاليين وخبراء من الشركة الألمانية الوحيدة المتخصصة في استرجاع البيانات من جهاز تسجيل الكاميرات الخاصة بمراقبة محطة مترو الأنفاق بمنطقة الدقي وتحليلها وصولاً لحقيقة الواقعة ومرتكبها». ووجّه النائب العام ب «سرعة إنجاز تحريات الجهات الأمنية النهائية في شأن تلك الواقعة». وأفاد البيان بأن وفد النيابة العامة المصري في لقائه الأخير بروما، سلّم النيابة العامة الإيطالية - في إطار تنفيذ الإنابات القضائية المتبادلة بينهما - صوراً للمستندات المطلوبة من الجانب الإيطالي، وكذلكأسطوانة مدمجة لحوار دار بين جوليو ريجيني وممثل الباعة الجائلين، تم تسجيله بمعرفة الأخير في وقت سابق على اختفاء الطالب الإيطالي، والذي بموجبه تخلّت الجهات الأمنية عن الاستمرار في متابعة المجني عليه لما تبيّن لها من قصور نشاطه عن حد المساس بالأمن القومي المصري.