تعيش الممثلة عبير أحمد فترة جديدة في حياتها المهنية، فظهورها في العامين الماضيين جاء مقنناً بعد أعوام من الحضور المتكرر، لكنها ترفض تعليل قلة أعمالها بغياب الفرص والعروض، إذ ترى أن وجود مجموعة من الممثلات اللاتي ظهرن أخيراً في الكويت تحديداً، لم يؤثر فيها بتاتاً ولم يقلّص من فرصها في الإطلالة التلفزيونية، مستدلة بالعروض الكثيرة التي تتلقاها طوال العام، وترجع أحمد قلة أعمالها إلى رغبتها الشخصية في البحث عن الراحة، إضافة إلى استقرارها في مصر بعد ارتباطها الثاني أخيراً، وتغيّر روتينها الذي اعتادت عليه سابقاً حينما كانت تقيم في الكويت. تقول عبير ل«الحياة»: «لم يغيّبني أحد، أنا من اخترت الغياب والعروض الدرامية كنت وما أزال أتلقاها باستمرار، سواء من الكويت أو السعودية أو حتى مصر، لكن المستجدات في حياتي، جعلتني أنعزل بعض الشيء عن الدراما، فانتقالي للعيش في مصر بعد زواجي، ورغبتي في إعطاء حياتي الشخصية حقها بعد 14 سنة من الوجود في المجال الفني أسهمت في غيابي، لكن مكاني في الساحة موجود كما هو ولم يتغيّر، وعلى رغم ظهور كثير من الممثلات المميّزات في الكويت، إلا أنهن لم يزاحموني أو يخلّوا بحضوري، فأنا أسير على خط معيّن يصعب على كثير منهن السير عليه، وتقديمه بطريقتي، وكثير من الممثلات الجدد وممثلات جيلي يصعب عليهن تقديم ما أقدّمه، إضافة إلى أن هناك كتّاباً يكتبون الدور ويعتبرونني الأفضل لتأديته، بجانب أنني الآن في مرحلة من العمر لها خصوصيتها، ومن يشاركني ذات المرحلة في الدراما الكويتية قلة». وعلى رغم رضاها التام عن دورها في مسلسل «صعب المنال» إلا أنها تبدي ندمها على عرضه قبل شهر رمضان الماضي، إذ تعتبر أن العرض في الموسم السنوي كان سيسهم في دعم العمل جماهيرياً، إضافة إلى دخوله سباق المنافسة مع الأعمال الأخرى، معتبرة أن دورها شكل لها تحدياً مع نفسها، نظراً لأنها عايشت خلاله كثيراً من الانفعالات، بينما اعتبرت أن مشاركتها في مسلسل «بيني وبينك» كضيفة شرف جاءت نتيجة الإلحاح الشديد الذي وجدته من مخرج العمل خالد الطخيم الذي جمعها معه تعاون سابق في مسلسل «سليم ودستة حريم» المنتظر عرضه في الفترة المقبلة، مؤكدة أن تصوير دورها في العمل لم يستغرق أكثر من أسبوعين، وتضيف: «الأعمال الثلاثة كانت متوافقة مع ظروفي الحياتية، وأحببت تجربتي في «بيني وبينك» على رغم بساطتها، لكن لم تعجبني مشاركة بعض الممثلين في فقرة الست كوم والفقرة الدرامية، لأن ذلك يسبب لبساً لدى المشاهدين نظراً لتشابه بعض الشخصيات»، منتقدة سياسة الأجزاء التي ينتهجها بعض المنتجين، إذ تفضل البحث عن التجديد والحفاظ على العمل بصورته الجميلة في أذهان الجماهير قبل أن يشوهه التكرار، مرجعة قبولها تقديم جزء ثانٍ وثالث في مسلسل «عقاب» إلى حرصها على تأدية شخصية «مهرة» التي تعد شخصية رئيسية في العمل. بينما ترى عبير أن حرص بعض المنتجين على تحقيق الربح المادي أسهم في تغييب الفن الحقيقي، معتبرة هذه السياسة واحدة من أبرز سلبيات الدراما الكويتية، «الدراما الكويتية هي الأفضل على مستوى الخليج العربي، إلا أن لها بعض السلبيات، أبرزها بحث منتجين عن الكسب المادي فقط بعيداً عن القيمة الفنية، إضافة إلى استرخاصهم للأعمال، إذ يحرصون على مشاركة الممثلين الأقل أجراً، إضافة إلى التوفير في الموازنات بطرق مختلفة مثل أماكن التصوير والتقنيات المستخدمة وغيرها، بجانب افتقاد أعمالهم أسلوب إعادة كتابة النصوص الدرامية أكثر من مرّة، قبل استخراج الملاحظات المهمة، وبالتالي تقديمها للممثلين بشكل متكامل ومثالي». وعلى رغم جنسيتها المصرية، إلا أنها تعتبر نفسها كويتية، مفضلة العروض الفنية المصرية على الكويتية في الفترة المقبلة، نظراً لقلة تجاربها العربية التي تنحصر في المسلسل المصري «زهرة بريّة»، الذي قامت فيه بدور البطولة، وحصد الجائزة البرونزية في مهرجان الأردن الإعلامي، مؤكدة أن دور البطولة لم يكن مغرياً لها بقدر ما أغرتها المشاركة في الدراما المصرية، التي تجدها فرصة ثمينة، بدليل توجّه كثير من الممثلين العرب لها. وتنتظر أحمد في الفترة المقبلة المشاركة في عمل مصري لم تكشف تفاصيله حتى الآن إضافة إلى عملين كويتيين يلعب بطولة أحدهما إبراهيم الحربي، بينما يلعب بطولة الآخر عبدالعزيز المسلم، وينتظر أن ينطلق تصويرهما بعد عيد الأضحى.