لا أجد غضاضة في انتقاد التلفزيون السعودي، على رغم الدعم الكبير الذي حظيت به من مسؤوليه، لا سيما في ظل سياسة المكاشفة والشفافية اللتين جاء بهما وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وسياسة الباب المفتوح التي ينتهجها وكيله المساعد لشؤون التلفزيون المهندس صالح المغيليث وكذلك المدير العام للقناة الأولى الدكتور محمد باريان. المتتبع للهيكلة البرامجية لقناتنا السعودية الأولى خلال شهر رمضان الماضي يلحظ بجلاء الجهد المبذول لإعادة القناة إلى ساحة المنافسة في شكل جاد ومدروس، ولكن بعيداً من ذلك كله وقريباً مما نواجهه نحن المنتجين - وهنا أتكلم انطلاقاً من تجربتي في إنتاج مسلسل «سكتم بكتم» – ما زلنا نتساءل عن سر رفض تلفزيوننا العزيز أن نقوم بتسويق أعمالنا بعد عرضها الأول على شاشة القناة السعودية الأولى خلال شهر رمضان الماضي، أعمالنا هي صوتنا... صورتنا... هويتنا وعرضها على أي فضائية خليجية هو نجاح للتلفزيون السعودي قبل أن يكون نجاحاً لنا كمنتجين. عبر الخمسين يوماً الماضية التي تلت شهر رمضان تلقيت ما يزيد على 5 عروض لشراء حقوق إعادة عرض المسلسل في جزئه الأول، ومثلها لإنتاج الجزء الثاني منه. لا أتصور أن مسيّري الأمور في التلفزيون يجهلون المتاعب التي يعانيها أي منتج من بداية كتابة المسلسل وحتى اكتمال الصورة الفنية له وعرضه للجمهور. ولهذا نأمل منهم السماح لنا بنقل هذه الأعمال وإعادة عرضها لتعزيز نجاح الدراما السعودية وتوسيع رقعة انتشارها. وحتى لا نجحف في حق تلفزيوننا المحلي الذي يعتبر البيت الكبير لنا كفنانين، لا بد من الإشارة إلى شراكته الحقيقية لنا في كل ما يتحقق من نجاح. فقط أختتم ببيت من الشعر لا أتصور أن غيره من الشعر يمكن أن يجسد واقع التلفزيون السعودي وهو بيت المتنبي القائل: «ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام»... وتمام تلفزيوننا العزيز ليس ببعيد. وعلى دروب المحبة نلتقي.