استكثر الفنان والملحن السعودي خالد عبدالكريم (الحاصل على جائزة الملحن الأول خليجياً العام 1996) لقب فنان العرب على الفنان محمد عبده، والذي أطلقه عليه الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، مؤكداً أن السبب وراء تلقيب بو رقيبة لعبده بفنان العرب كان الإعجاب الشخصي والمجاملة. وأضاف عبدالكريم في حديثه ل«الحياة»: «لقب فنان العرب قد يكون مناسباً لفنان مثل الراحل عبدالحليم حافظ الذي نجح في الوصول إلى الجماهير العربية على اختلاف لهجاتها وما زالت أعماله تسمع إلى اليوم على عكس محمد عبده الذي لم يحقق ذات الوصول والانتشار لأنه لم يقدم القصيدة العربية الفصحى ولم يقدم الإيقاعات العربية مثل الكرتش والفلص ولم يقدم الموشحات ولم يتعامل مع ملحنين عرب وإنما وصل لمساحة بسيطة من الخريطة العربية وذلك من خلال أغنية يتيمة هي «الرسائل»، والتي نستطيع أن نقول إنه تجاوز الخليجية بها». ويرى عبدالكريم أن كثيراً من الجماهير العربية اليوم تعجز عن فهم معاني القصائد التي يقدمها عبده نظير صعوبة مفرداتها الخليجية، «عندما أطلق الرئيس بورقيبة على الفنان محمد عبده هذا اللقب لم نكن نعي ذلك وربما أن الحماسة أخذتنا حينها ولم نستوعب في تلك الفترة قيمة هذا اللقب والآن بدأنا ندرك جيداً حقيقة الألقاب، ومن يستحقها فأقرب لقب يستحقه الفنان محمد عبده هو فنان الخليج لأنه فعلاً قدم اللون السعودي الذي هو جزء من اللون الخليجي بشكل جميل، لذا فلقب فنان الخليج الأنسب له بينما لقب فنان العرب كبير ولا يستحقه إلا فنان كبير أثرى بعطائه الساحة العربية». ويعي خالد عبدالكريم حجم المعارضة الكبيرة التي ينالها رأيه، خصوصاً من جماهير «فنان العرب» وهو ما يعلق عليه بالقول: «حديثي هذا قد لا يعجب كثيرين، خصوصاً جمهور الفنان محمد عبده، ولكنني أتمنى أن تحاول الجماهير التمعن في حديثي واستيعابه قبل الحكم عليه فأنا شخصياً من المعجبين والمحبين لفناننا الخليجي الكبير محمد عبده لكن أحاول دائماً فصل المحبة والإعجاب عن الرأي الفني الذي يدفع البعض لإهداء الألقاب». ويعتبر عبدالكريم - الذي قدم أول دويتو خليجي جمع الفنان عبدالله رشاد بنوال الكويتية في أغنية «كان ودي نلتقي»، أن الحفلات الفنية التي تحضنها دول المغرب العربي شاهد على فرْق الشعبية الجماهيرية بين محمد عبده والعراقي كاظم الساهر، إذ يحظى الأخير بحضور جماهيري كبير، مستدلاً بحفلات محمد عبده في مصر، والتي تحظى بحضور خليجي وسعودي من دون حضور عربي.