أجرى الرئيس محمود عباس خلال زيارته للدوحة أمس محادثات مع امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وصفت بأنها «مهمة»، وركزت على «بلورة موقف عربي متناسق وموحد لتقديمه الى الرئيس باراك اوباما في شأن القضايا العربية الساخنة، خصوصا الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية». واوضح السفير الفلسطيني في الدوحة منير غنام ل «الحياة» أن عباس غادر قطر الى عمان في طريقه الى كندا حيث يقوم بزيارة قصيرة، قبل ان يبدأ زيارة هي الأولى من نوعها لواشنطن غدا. وقال إن عباس أطلع أمير قطر على تطورات الوضع الفلسطيني، خصوصا الحوار الفلسطيني الهادف الى تشكيل حكومة وفاق وطني، كما تناولت المحادثات قضية اعمار غزة التي وصفها بأنها «ما زالت معلقة بسبب الانقسام الفلسطيني». واضاف ان عباس بحث «آفاق العمل العربي الموحد الذي تم الاتفاق عليه في القمم العربية وفي آخر قمة عربية عقدت في الدوحة في شأن العملية السياسية، خصوصا القضية الفلسطينية». وفيما تطرقت محادثات أمير قطر والرئيس عباس الى مسألة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الهادف الى تحقيق المصالحة، أفاد السفير بأن «قطر جددت دعمها وتأييدها للحقوق الفلسطينية وكل جهد يسعى الى ازالة الخلافات بين الفلسطينيين، وحل القضية الفلسطينية استنادا الى قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». وأضاف: «ان الإخوة القطريين يدعمون الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ونحن معنيون بالاستفادة من أي جهد عربي في هذا الشأن». وتابع السفير ان زيارة عباس «جاءت في توقيت مهم وحساس قبيل اجتماعه واوباما، وكذلك عشية زيارة سيقوم بها الرئيس الاميركي الجديد للمنطقة في حزيران (يونيو) المقبل». وعلمت «الحياة» أن الموقف العربي الداعم لمبادرة السلام العربية وللسلام الشامل في المنطقة، يشكل العنوان الأبرز للأفكار والرؤى التي سيطرحها الرئيس الفلسطيني في واشنطن، وان هذا الملف بحثه عباس في الدوحة عشية توجهه الى الولاياتالمتحدة، كما بحثه أثناء جولته في وقت سابق على دول عربية شملت المملكة العربية السعودية ومصر ودولة الامارات وسورية. وشدد مصدر فلسطيني في هذا الاطار على ان أفكار عباس التي سيطرحها في واشنطن ستعطي اولوية «لمبادرة السلام العربية، وسيقدم للرئيس اوباما موقفا عربيا واضحا في هذا الشأن، كما سيقدم رؤساء عرب الرؤية نفسها الى الادارة الاميركية في زياراتهم لواشطن في الفترة المقبلة». ولفت الى «ان الادارة الاميركية الجديدة تحاول أن تتحرك وتطلق اشارات ايجابية تؤشر الى انها على استعداد لتبني نهج جديد أكثر ايجابية من نهج الرئيس الاميركي السابق جورج بوش». وسئل رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الذي رافق عباس في زيارته للدوحة عن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التي قال فيها إن القدس ستظل عاصمة أبدية لإسرائيل، فرد بقوله: «إذا كانت القدس عاصمة أبدية، فإن الصراع بين العرب والإسرائيليين سيظل أبدياً أيضاً». وأكد في هذا الاطار حرص السلطة الفلسطينية على إنجاح حوار القاهرة، وأهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية لتقوم بإعادة إعمار غزة وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية.