كابول، واشنطن- أ ف ب، يو بي أي - قتل حوالى 80 مسلحاً من حركة «طالبان» أمس، أثناء صدّ القوات الدولية هجوماً على قاعدة عسكرية في جنوب شرقي أفغانستان قرب الحدود مع باكستان، كما أعلن مخلص أفغان الناطق باسم حاكم ولاية باكتيكا. وأوضح استناداً إلى مصادر استخباراتية أن «جثث المسلحين تركت في أرض المعركة». واكد ذبيح الله مجاهد الناطق باسم «طالبان» إن مقاتلي الحركة هاجموا القاعدة التابعة ل «إيساف»، مشيراً إلى سيطرتهم على ستة مواقع للشرطة. وأفادت معلومات أولية عن جرح خمسة جنود أميركيين تعرض موقعهم لقصف. وتزامن هذا التطور مع تقليل المبعوث الخاص للولايات المتحدة الى باكستانوأفغانستان ريتشارد هولبروك، من أهمية المحادثات بين الحكومة الأفغانية ومتمردي «طالبان»، لافتاً إلى أن قادة الحركة غير منخرطين فيها. وقال هولبروك لدى عودته من زيارة لكابول إن «الأمر ليس مثيراً للاهتمام كما قد يبدو»، وزاد: «إذا كان هناك عدد متزايد من عناصر طالبان يرغبون في المحادثات، فالحال ليست كذلك بالنسبة إلى قادتهم. ولا يوجد أي مؤشر الآن إلى أنهم ينوون تغيير تصرفاتهم». وأوضح أن المتمردين الذين يسعون إلى الحوار كانوا أساساً ضمن صفوف القوات المحلية، ولا يشاركون زعيم «طالبان» الملا محمد عمر العقيدة ذاتها، وإن الولاياتالمتحدة تدعم إندماج مقاتلي الحركة في القوى الشرعية بشروط، بينها تخليهم عن تنظيم «القاعدة» وإعلان نيتهم المشاركة في العملية السياسية. على صعيد آخر، أبدى الرئيس حميد كارزاي أمس استياءه من تنفيذ أول عملية أميركية - روسية مشتركة لمكافحة المخدرات في بلاده، أسفرت عن اتلاف 932 كيلوغراماً من الهيرويين و156 كليلوغراماً من الأفيون، تصل قيمتها الى 250 مليون دولار. وقال ان العملية نفِذت من دون إذن من الحكومة وانتهكت السيادة الأفغانية. وحذّر كارزاي من انه سيكون هناك «ردّ فعل» من كابول في حال تكرر مثل هذا النوع من العمليات، مطالباً وزارتي الدفاع والداخلية فتح تحقيق. وأوضح ممثل جهاز مكافحة المخدرات الروسي في كابول الكسي ميلوفانوف أن المعلومات التي قدمت لكارزاي حول العملية «كانت مضللة». واستدرك: «انها عملية قامت بها وزارة الداخلية الأفغانية في ولاية ننغرهار (شرق) وليس نحن. تصرفنا فقط بصفة مستشارين بموجب الاتفاق بين الحكومتين الروسية والأفغانية». إلى ذلك، أعلن التحالف الدولي في أفغانستان مقتل جندي من الحلف الأطلسي في هجوم للمتمردين ليل الجمعة – السبت. وإعتبر قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس أمس أن الجهود العسكرية للولايات المتحدة والقوات الدولية المتحالفة معها، أدت إلى احتواء اندفاع المدّ المسلح ل»طالبان» في بعض المناطق، منوّهاً بأول تطور ميداني منذ تسلمه مهماته خلفاً للجنرال ستانلي ماكريستال. وقال بترايوس، في حديث خاص إلى شبكة «سي أن أن»: «الأهم أن قوات إيساف والقوات الأفغانية، تمكنت من الاندفاع في مناطق مهمة». وتوقع أن يتمكن من توجيه توصيات إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما تقضي بسحب عدد من الجنود من أفغانستان، بدءاً من تموز (يوليو) المقبل. وحذّر من أن المكاسب التي تحققت ميدانياً «ليست من النوع الذي لا يمكن خسارته مجدداً»، إذ «لا يمر يوم في أفغانستان من دون أن نسمع أنباء سيئة، والمقياس الحالي يعتمد على تحديد نسبة الأخبار السيئة في مقابل الجيدة، ويمكن القول أننا في مرحلة الصعود من الهاوية».